Author

القمة الخليجية .. والقضية اليمنية

|
هل سننتظر مفاجأة من القمة الخليجية؟ هذا التساؤل المباشر والصريح طرحه الزميل سلمان الدوسري رئيس تحرير ''الاقتصادية'' في عدد السبت 17/12/2011، وركز في توقعاته على الشؤون المحلية وخاصة الاقتصادية الخليجية وبعضها الأمنية.. وأنا شخصياً أؤيد كل ما ذهب إليه ولكن توقعاتي شخصياً لأية مفاجأة لهذه القمة المهمة والتي تنعقد في وقت حرج سياسي في اليمن والأمة العربية. إن توقعاتي أن يطلق على هذه القمة قمة اليمن ليس لغرض ضمها للخليج أو دراسة خطوات انضمامها لأن أي تفكير جدي بالضم يحتاج لعشرات من السنين.. وإنما قمة خاصة تهتم بوضع اليمن الأمني والاقتصادي وتنميته. إن اليمن يعيش مأساة إنسانية لم يمر بها أي جزء من الوطن العربي بالرغم من كثرة الكوارث التي حصلت، فاليمن انزلق في حرب قبلية مزقته وقضت على كل بوادر أي تنمية سابقة وأصبح صومالاً آخر.. تقول الأمم المتحدة إن هناك ما لا يقل عن سبعة ملايين يمني جائع.. هؤلاء الملايين لن يموتوا جوعاً وحدودهم مفتوحة مع دول الخليج وخاصة المملكة وعمان وستزحف هذه الملايين.. ولقد رأيناهم في شوارعنا ومشاريعنا ومحالنا ومساجدنا وحكومتنا مشكورة تغض النظر مع العلم بأنهم دون تأشيرات أو إقامات أخذاً في عين الاعتبار الظروف الخاصة لليمن. وإنني على يقين بأن هذه الظاهرة موجودة في بعض الدول الخليجية الأخرى، ولكن بنسب قليلة نتيجة انضباط الوضع في تلك البلدان من حيث الإقامة. أقولها بصراحة سيتوجه هؤلاء الملايين للخليج سواء رغبنا أو لم نرغب إذن ما الحل؟ نتجاهل صومالنا الجديد؟ لا يمكن عمل ذلك فلقد كتبت نداء منذ أشهر عديدة في جريدة ''الاقتصادية'' بالنسبة لليمن بعنوان ''اليمن والتحديات دعوة لإنشاء صندوق صناعي دولي في اليمن'' كتبته منذ 385 يوماً في تاريخ 27/11/2010، وذكرت فيه أن اليمن ليس في حاجة لسلاح أو عتاد عسكري كما أعلن الناتو في يومها إنه في حاجة إلى تنمية اقتصادية واجتماعية لتشجيعهم على البقاء في بلدهم. لذا وجب عليّ أن أكرر هنا.. أن على القادة الخليجيين تغيير جدول أعمال هذه القمة وتأجيل كل البنود سواء كانت اقتصادية أو عسكرية والتركيز على قضية اليمن واتخاذ قرارات واضحة ولا لبس فيها مثل: 1 ـــ اعتماد صندوق خاص لليمن وتنميته وأن يدعى له العالم الآخر للمشاركة وخاصة أمريكا والصين واليابان وألمانيا ومؤسسات الأمم المتحدة تحت إدارة وتصرف مجلس التعاون وأن يكون مركزه الرياض وفروع رئيسة في اليمن وخاصة صنعاء وتعز وعدن. 2 ـــ أن يكون هذا الصندوق برأسمال خمسة مليارات دولار للسنوات الثلاث المقبلة. 3 ـــ وأن يركز على تدريب القوى العاملة والتنمية الصناعية ''آخذا في عين الاعتبار تجربة الصندوق السعودي للتنمية الصناعية''، والذي كان له الفضل بعد الله في هذه التنمية الصناعية الرائدة في المملكة. 4 ـــ أن يصدر قراراً واضحاً وملزماً لكل دول الخليج بإعطاء الأولوية وبنسبة لا تقل عن 25 في المائة من أي طلب للاستقدام من الخارج أن يكون من اليمن ومقولة إنهم غير مدربين مقولة سخيفة لأن 70 في المائة مما نستقدم غير مدربين مع العلم، هذا القرار ليس حباً في اليمن وإنما حماية لنا كخليجيين. إن عدد الأجانب المقيمين في الخليج تعدى 15 مليون مقيم وهدفنا أن يكون أربعة ملايين منهم في الخليج يمنيين. هذه أولى خطوات إعداد اليمن للانضمام.. إن مثل هذا القرار سيحول ما لا يقل عن 30 مليار ريال سعودي لليمن كرواتب وهي نسبة الـ 25 في المائة مما يحول للعالم الآن كرواتب وغيرها.. وروعة هذا التمويل أنه لا يمر بأيدي أي موظف حكومي في اليمن خوفاً من الفساد المنتشر فهو للعائلات مباشرة والتي يبلغ تعداد المستفيدين منهم 20 مليون شخص في اليمن. 5 ـــ يبدأ تشغيل كل مراكز التدريب المهني التي تبنيها السعودية مشكورة مباشرة من هذا البرنامج. 6 ـــ يصدر قرار يلزم الحكومة اليمنية بعدم شراء أو توقيع أي مبالغ للمؤسسات العسكرية اليمنية.. فاليمن ليس في حاجة لأسلحة وإنما في حاجة للسلام.. والكل يعلم أن اليمن أصبح من المصادر الرئيسة في العالم لتصدير الأسلحة مع الأسف. 7 ـــ أن تبعد كل أجهزة اليمن الرسمية عن الاستفادة من هذه الأموال الموجهة مباشرة للشعب والشباب. 8 ـــ أن يشجع رجال الأعمال الخليجيون وخاصة ذوي الجذور اليمنية للمشاركة في إنشاء صندوق خاص للاستثمار في اليمن في كل القطاعات وأن يشارك معهم الصندوق العربي للتنمية من خلال البرنامج الذي اعتمد من القمة الاقتصادية العربية الأخيرة في الكويت والتي رصدت له ملياري دولار تبرعت المملكة بـ 500 مليون والكويت بـ 500 مليون دولار والبقية من جميع الدول العربية الأخرى يوجه للاستثمار مع القطاع الخاص في اليمن، ويكون هذا الصندوق شريكاً لأي مستثمر خليجي أو أجنبي في إقامة مشاريع تنموية خاصة في اليمن بشرط أن تكون من المشاريع الموفرة للعمل بكثافة. هذه أمنية مواطن خليجي من السعودية لقادته في هذه القمة. والله الموفق،،،
إنشرها