عبد الله الحافظ على خطى راؤول ..

في إجابة للاعب الإسباني راؤول غونزاليس عن مدى قدومه لمنطقة الخليج وهل أموالهم قادرة على إغرائه يقول

(إنني أتنافس مع الأسطورة فيليبو إنزاقي على شرف الحصول على لقب أكثر المهاجمين تسجيلا في البطولات القارية لن أفرط في ذلك اللقب حتي لو قدمت لي أندية من خارج القارة مئات الملايين فالتاريخ لا تكتبه الأموال بقدر ما تكتبه الأقدام) صحيفة ''الجماهير''.
هذا الفكر يحصل هناك، أما هنا فلاعبونا يفكرون بالمال وبعدها على (الدنيا السلام) وتناسوا أن بإمكانهم أن يضاعفوا هذه المبالغ مع كل تجديد للعقد بل قد يتعدى ذلك إلى أن تكون أمامه خيارات متعددة يستطيع أن يختار من يريد أن يلعب له ولكن بعد أن يعرف أن عليه عملا كبيرا للقيام به، بالتأكيد الموهبة وحدها لا تكفي لكل ذلك.

عبد الله الحافظ لاعب منتخبنا للشباب المشارك في كأس عالم كولومبيا الأخيرة ولاعب نادي الاتفاق ذهب إلى البرتغال (بثمن بخس) وهو يعلم أن ما سوف يحصل عليه هناك من (فهم) للاحتراف سيكون كما يجب وسوف يجعله من الأفضل بشرط الصبر وعدم التفكير في المادة حاليا ويعلم أن ما سيحصل عليه هنا لن يوازي ما سوف يحصل عليه في المستقبل ويعلم أن المقارنة بين هنا وهناك قد تكون (لا مقارنة) على هذا الأساس أختار المستقبل الواضح وترك المستقبل (المهزوز) فهنا الفوز والهزيمة هي صاحبة القرار في الغالب أما هناك فالفوز والهزيمة يعلمون أنها من أهم شروط اللعبة فلا يجعلونها إلا سببا من عشرات الأسباب التي بموجبها يتم تقييم عملهم ويعلم أن العاطفة هنا في الغالب هي من تسير القرارات وهناك الأداء هو من يسيطر على القرارات.

أتذكر جيدا وأنا أكتب هذا المقال تصريحا للاعب ناجي مجرشي خلال فترة احترافه في كوريا حين قال إن ما تعلمته من خلال فترة قصيرة في كوريا يوازي ما تعلمته في مشواري الاحترافي في السعودية وأتفق معه في أغلب تصريحه لسبب واحد أن من يعمل في كرتهم قد يكونون جميعا متخصصي كرة قدم عكس من يعمل في كرتنا أغلبهم متخصصون في كل شيء إلا كرة القدم.

حاولت أن أجعل راؤول وتصريحه حين قال إن تاريخ اللاعب يصنع بالأقدام ومن بعدها تأتي الأموال وما فعله لاعبنا عبد الله الحافظ من ذهابه إلى معقل الكرة في أوروبا في مقارنة مع من يعتقدون أن كرة القدم فقط (موهبة) حتى وإن كانت ثقافته الرياضية (زيرو) غير مهتمين بمن سبقهم من أصحاب المواهب الكروية الذين يرددون دائما (ألا ليت الشباب يعود يوما ..).
ليت أنديتنا يتفهمون ذلك ويبادرون إلى إيجاد الطرق المناسبة التي تحفظ لكرتنا رونقها بإطلاق لاعبيهم إلى تفهم وتعلم الاحتراف السليم هناك وبعدها سيكون ترتيب رياضتنا أبعد ببعيد من 98.
تنويه
صديقي (التويتري) هليل المطيري هو صاحب فكرة هذا المقال، له مني الشكر وبسبب ذلك يستحق التنويه.

خاتمة
كلما ازددت علماً ازدادت مساحة معرفتي بجهلي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي