هدف سامي
ــــــ على غرار قصص الصراع المخابراتي إبان الحرب الباردة، أتم "الذئب" سامي الجابر مهمة خطف سعد الجماهير النصراوية ومعشوقها الأوحد في الألفية الجديدة ضمن عملية «عريجاء - 1» الشتوية التي اتسمت بالسرية الفائقة، حتى إن وكيل اللاعب لم يعلم بمفاوضات الغريم الهلالي اللدود مع موكله إلا بعد وصولها إلى مراحل متقدمة! ومع إتمام الصفقة، كُتب لحكاية الحب التي تجمع جماهير النصر بسعد أن تنتهي نهايةً مأساوية.
ــــــ ضربت صفقة انتقال الحارثي إلى الهلال محبي العالمي في مقتل! ... فأصيبوا بحالة من الهذيان لا تندرج تحت أي نوع من أنواع المنطق! ولا يلام المحب على ما يقول في فراق من أحب؛ فسعد هو النجم الذي سطع وملأ الفراغ العاطفي في قلوب الجماهير النصراوية بعد رحيل جيل النجوم ... وها هو نجم آخر يرحل ويغيب عن سماء النصر الذي كان في سنواتٍ مضت (بمن حضر) وأصبح اليوم (في خطر) ... سعد كذلك لا يلام على رحيله بعد السنوات العجاف التي قضاها مع النصر وسط بيئة طاردة للإبداع وتحت التأثير السلبي لحالة الصدام المزمنة مع الإدارة! وفي خطاب وداع جماهيره السابقة، ليس على سعد سوى ترديد بيت من الأبيات التي كتبها الرمز النصراوي الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود: "صبرت صبرت حتى عيل صبري ،،، وكاد الصبر بي للقبر يودي" علّ وعسى أن تشفع له كلمات الراحل بوخالد! ... وقد يعتقد البعض أني أبالغ في وصف حكاية الحب بين سعد وجماهيره، ولكن واقع النصر يفرض علي ذلك؛ فنادي النصر هو نادٍ رياضي - ثقافي - اجتماعي ... عاطفي!
ــــــ بين ألم الفراق وأمل العودة إلى الواقع، أرى أن سعد قد خرج من (الكَبَدْ) واتجه إلى (الرَغَدْ) بانتقاله من النصر إلى الهلال. وإضافة إلى المكاسب النفسية والمادية والفنية، تتيح هذه الصفقة فرصة ذهبية لسعد للعودة إلى سرب الصقور الخضر من باب الهلال العريض ... فهل سيعود سعد "ذابحاً" كما عهدناه وكما راهن مدبّر عملية «عريجاء - 1» سامي الجابر على عودة سعد إلى حالته الطبيعية؟ أم أن مراهنة سامي على سعد ستكون كمراهنته (الخاسرة) على المهاجم المصري "الأونطة" أحمد علي؟ ... أترك مهمة الإجابة عن هذه التساؤلات للقادم من منافسات وجولات ومباريات، ولسعد الذي لن يعود كما كان بإرادة سامي، بل بإرادته مع وجوب بذل الأسباب.
ــــــ تساؤلات أخرى عديدة تثيرها هذه "الصفقة - الصفعة"... ما موقع الحارثي من تشكيلة الهلال الأساسية؟ ما قيمته الفنية وسط زحمة النجوم في خط الهجوم؟ ... بل حتى أكون أكثر واقعية، ما موقع سعد من دكة بدلاء الهلال في ظل وجود عيسى المحياني؟ وهو الأكثر جاهزية من الحارثي فنياً وبدنياً، ومع ذلك المحياني ضيف شبه دائم على مقاعد البدلاء لدرجة أنني بدأت أخشى عليه من الإصابة بالديسك من كثرة الجلوس على الدكة! ... خارج المستطيل الأخضر هناك تساؤل آخر: ما رأي المدرب الألماني توماس دول في لاعبه الجديد القادم من الجار النصراوي؟ مع العلم بأنه أتى إلى السعودية في الفترة التي يعيش فيها سعد أسوأ أيامه!، فهل فقد المدرب دول جزءا من سيطرته على القرارات الفنية في الفريق لمصلحة (المدير الفني) الذي يوشك على الحصول على رخصة التدريب "أ" من إنجلترا؟ ... الجواب على هذا السؤال سيأتي مع مطلع العام الميلادي الجديد!
ــــــ بعد إعارة نجم فريقها الأول ياسر القحطاني إلى العين الإماراتي، صرحت الإدارة الهلالية بأن ياسر ذهب إلى العين لكي يعاد تأهيله بعد انخفاض مستواه في الموسم الماضي، وليستعيد ثقته بقدراته في أجواء جديدة بعيداً عن الضغوط الإعلامية والجماهيرية ... وعند مقارنة حالة ياسر بسعد، لن يختلف اثنان على أن ياسر أفضل من سعد بمراحل في الفترة الحالية! وبعد أقل من أربعة أشهر من إعارة ياسر القحطاني في صفقة "تأهيلية" خارج الحدود، تنقلب الآية وتستقطب الإدارة الحارثي في صفقة "تأهيلية" ولكن، بطريقة (الاستيراد) هذه المرة بعد أن انتهجت سياسة (التصدير) في حالة ياسر! ... وهنا أضع علامة استفهامٍ كبيرة؟
ــــــ كون رئيس نادي الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد شاعر لا يستطيع إخفاء مشاعره، اتضحت على وجهه ملامح الفتور في لقائه الأول مع سعد (الهلالي) ... فهل هذا الفتور هو انعكاس لموقف سمو الأمير من الصفقة؟ ... الله عز وجل وحده أعلم بما تخفي الصدور، ولنا مع سعد وعد بعد ستة أشهر.
آخر فنجان:
ما بين إعارة ياسر القحطاني والتعاقد مع سعد الحارثي أجد حيزاً لتعريف كلمة (تناقض) ... ربما هناك هدف "سامي" من وراء الصفقتين!