كارثة .. السعوديات .. مدمنات!
مستشفيات الأمل لعلاج الإدمان، بفروعها المختلفة في أرجاء المملكة، هي بمثابة الترمومتر الحقيقي الذي تصدر عنه الإحصائيات الدقيقة حول عدد المدمنات في "السعودية"، مع الأسف الشديد النسبة ارتفعت هذا العام 20 في المائة عن الأعوام الماضية .. حيث وصلت هذا العام إلى 320 حالة جرى علاج 290 حالة منها .. فيما بقيت 30 حالة تحت العلاج.
إنه لأمر محزن ومؤسف أن تصل المخدرات للمرأة السعودية، لأنها نواة الأسرة وأساسها .. والكارثة الأكبر أن نسبة 30 في المائة من مجموع الحالات لفتيات دون الخامسة عشرة، و20 في المائة فوق العشرين .. فكيف وصلت المخدرات لهؤلاء الفتيات الصغيرات المراهقات؟ وكيف وقعن ضحية استهداف المروجين؟
إن تعاطي المخدرات بين النساء أمر غريب على المجتمع السعودي، وقد ترجع بعض حالات التعاطي نتيجة لسفر كثير من العائلات إلى خارج المملكة في الصيف للسياحة، وهناك ينطلق الأبناء لقضاء الوقت والتنزه والتسوق ويختلطون ببعض الأشخاص دون وضع ضوابط .. وأيضاً المشاركة في شرب الشيشة التي أصبحت عنصر جذب لكثير من السيدات.
وقد يكون التعاطي نتيجة استخدام وصفات طبية خاطئة لجهل بعض الأطباء بالآثار الجانبية لبعض الأدوية التي تسبب الإدمان.
الدكتور "عبد الله العتيبي" المتخصص في سلوك الإدمان والخبير في شؤون مكافحة المخدرات .. يؤكد أن تعاطي المخدرات أو العقاقير بالنسبة للمرأة يختلف عن الرجل .. لاختلاف الهرمونات لديها التي تدخل في طبيعة المادة الكيميائية الموصلة لمفعول هذه المواد للجهاز العصبي المركزي في الدماغ .. وطريقة استقبال الهرمونات الأنثوية المضادة للاكتئاب والهلوسة والفصام، ومن هنا تختلف حالات التعاطي والتفاعل بحسب حساسية وطبيعة الجسم مقارنة بالرجل، ودخولها سلم الإدمان يكون بصورة سريعة جداً.
وزارة الصحة لم تقف مكتوفة اليدين أمام هذه الإحصائيات وهذه التقارير، بل سارعت ببرامج مكثفة .. سيجري إطلاقها العام المقبل للحد من ظاهرة تفشي الإدمان بين فئة الشابات والنساء والطالبات في المجتمع .. وكذلك افتتاح عيادات لعلاج ضحايا الإدمان وفقاً لأحدث التقنيات، ولكن المهم هو التربية .. المهم هو الرقابة .. المهم هو المكافحة .. وبعد ذلك يأتي العلاج!