عندما يغرِّد النصر!

لا شيء يعلو في هذه الأيام غير صوت المشاكل المالية المتتابعة التي تحيط بأندية دوري زين، فما إن يخرج رئيس ناد يعلن على الملأ عبر وسائل الإعلام تذمره وإحباطه من تأخر الرئاسة العامة لرعاية الشباب في صرف المستحقات المالية إلا ويكرر رئيس آخر المشهد ذاته.
هذا التذمر وصل إلى حد توتر العلاقة بين بعض الأندية والرعاة الرسميين، كما حدث بين الهلال ولاعبيه و''موبايلي''، أما عندما يناشد أحد رؤساء الأندية الجهات المعنية بضرورة صرف مستحقات النادي المالية، وأن هذا التأخر قد يجعل القائمين على النادي عاجزين عن تسيير أمور الفريق في الفترة القادمة فأعتقد أن الأمر خطير، ويحتاج إلى تدخل عاجل وحاسم!
حمى هذه المناشدات والتأفف أيضاً لم تقتصر على النطاق المحلي، بل إن أندية الدوري الإسباني هي الأخرى أصابها بركان الأزمة المالية الثائر، فهذا رئيس برشلونة ساندرو روسيل يحذر من اختفاء بعض الأندية، ويطالب بتقليص عددها، ليستطيعوا خفض رواتب اللاعبين، وتصبح الأندية قادرة على المنافسة.
اللافت للنظر والاستثناء في خضم هذه الأزمة المالية الرياضية المحلية والعالمية هو تصريح الأمير طلال بن بدر نائب رئيس هيئة أعضاء شرف النصر على ''تويتر'' بأن النادي سيدخل في مفاوضات مباشرة مع أي لاعب يدخل فترة الستة أشهر.. هذه التغريدة القوية حينما تصدر من شخصية تسلمت في الآونة الأخيرة مهام تقوية ودعم وتطوير المجلس الشرفي النصراوي فبرأيي أنها مؤشر كبير على أن النصر بات بمنأى عن تأثير هذه الأزمات المالية، وهو في طريقه لقطف ثمار نجاح المجلس الشرفي الذي أعاد عددا كبيرا من أعضاء شرف النصر الداعمين، ودلالة أكيدة على أن العالمي مقبل على طفرة مالية وكروية سيتفيأ النصراويون ظلالها بدءا من فترة التسجيل الثانية.
وبما أن التعاقدات تحتاج إلى لجان متخصصة تضمن سلامة الاختيار ودقة العقود في الأندية فهناك تساؤلات منطقية عديدة تفرض نفسها بعد هذا التغريد النصراوي الجميل من أهمها: هل شكلت إدارة النصر لجنة مختصة تعنى من الآن بالشؤون الفنية والقانونية لهذه العقود، لكي تكون قادرة على تلافي الأخطاء التي وقعت فيها خلال التعاقدات الماضية؟ وماذا عن السهلاوي والقحطاني اللذين تسلما مبالغ خيالية بعد انتقالهما للنصر.. هل قدما ما يشفع لهما حتى الآن؟ وكيف تتخلص الإدارة من همّ عقود بعض اللاعبين الأجانب الذين يغادرون، ثم تبرز مطالباتهم بالمستحقات والشروط الجزائية المبالغ فيها بين الفينة والأخرى، مما قد يكرر مأزق حرمان النصر من تسجيل أجانب كما حدث قبل سنوات؟
تصوروا لو ابتعدت إدارة فارس نجد عن كل الأخطاء السابقة، واستثمرت عودة أعضاء شرف النصر الداعمين، واستفادت فعلياً من مرحلة الثراء والطفرة الشرفية المتوقعة التي تتزامن مع ''الاتفاق الجنتلمان'' بين أندية الهلال والاتحاد والأهلي والشباب ضد المزايدات على أسعار اللاعبين.. ما الذي سيحدث؟
بالتأكيد سنجد أسامة هوساوي وأحمد الفريدي، وربما محمد نور بشعار النصر قريباً!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي