سلطان الخير.. رحلت.. ولكنك في قلوبنا ما حيينا
سلطان.. الأمير في عطائه وكرمه.. الأمير في بذله للخير والإحسان.. الأمير في مساعدة المحتاج وتفريج كربة المهموم.. سلطان أب الأيتام ومساند الفقراء.. كم وكم أحكي عن هذا الأمير الإنسان.. كم وكم أروي من مشاهد تعكس شهامة سلطان الخير.. يعجز القلم أن يكتب وتعجز الحروف أن تزدحم على الأسطر لتنقل لنا نموذجا فريدا من نماذج الكرم والبذل والعطاء ومهما سعت وسائل الإعلام جاهدة أن تنقل ما تستطيع نقله من المواقف العظيمة لأمير الخير فهي لن تستطيع أن تجسد مشاعره - يرحمه الله - تجاه تلك الفئات.. تلك المشاعر التي هي أكبر من أن تحكى أو تروى من قبل من حولنا في تجسيد مدى اتساع ميدان الأعمال الخيرية التي شملت كل أنحاء العالم سواء في داخل مجتمعه أو خارجه لتمتد أياديه البيضاء إلى مناطق أبعد وأبعد لتداوي الفقر وتعالج المرض.
سلطان الخير.. مشت خطاك وتبعها الخير مباركا تلك الخطى.. خطى حملت أفعالا وأعمالا تفوح منها رائحة المسك والورد.. بل إنك يا أبا خالد لم تكن يوما مترددا في الإقدام على أي مما يحتاج إليه الآخرون.
سلطان الخير.. سلطان العطاء.. سلطان الكرم.. لم أكن يوما أتمنى أن أقف مع قرائي في أحاديث على مرافئ رحيلك عن هذه الحياة ولكن القدر أقوى من أن ندفع الموت أو نمنعه.. الكل يبكيك.. الأرامل والأيتام، الفقراء، المعوقون، كل الأطفال الذين يقرأون في ابتسامتك معاني العطف والحنان والحب تماما كما نراها نحن ونشعر بعذوبتها وصدقها.. تلك الإشراقة التي تتبوأ منزلة خاصة في ذاكرتنا.. سلطان العطاء.. إن الدموع تسبق القلم.. تماما كما هي صورتك الصادقة في مواقف الخير تتفوق على روايتها.
سلطان الخير.. يا من تعجز الكلمات والحروف عن رثائك.. يا من تقف الألسن صامتة، والعيون شاخصة، وتأبى العبرات إلا أن تذرف دموعا لا تفي عما بها من حسرة الفراق ومرارة البعاد.. لم يشغله المرض عن حب الخير.
حتى قبل وفاته بثلاثة أيام فقط وجّه - رحمه الله - باستضافة الفائزين بالمراكز الأولى في جائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن للعسكريين في دورته الأولى لأداء فريضة الحج لهذا العام 1432هـ. وذلك، جرياً على عادة سموه في تكريم حفظة كتاب الله، حيث صدرت موافقته قبل وفاته - يرحمه الله - على استضافة الفائزين بالمسابقة على نفقته الخاصة.. ولم يكن بغريب على سلطان الخير ما فعل وما ترك خلفه من الأعمال التي ترد اسمه كبصمة في تاريخ تلك الإنجازات العظيمة.
ولكن بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره نقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون).