صحة وبيئة الإنسان .. في ميزان أعمالك يا سلطان
كان للمغفور له - بمشيئة الله - ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود أياد بيضاء في مختلف الجوانب الإنسانية والخدماتية والتنموية على الفرد والمجتمع السعودي والعربي وكذلك الدولي، وعند الحديث عن ''سلطان الإنسان'' يعجز الفكر والعقل قبل القلم في سرد التفاصيل والإنجازات والبرامج والمشاريع التي أشرف عليها أو بادر في تفعيلها وتهيئتها وتنفيذها على أرض الواقع.
وحيث إن مجال بحثي وتخصصي يتناول الجانب البيئي والصحي البيئي، يتبادر في مخيلتي العديد من الإنجازات العملية في هذا الخصوص، وسوف أتناول في هذه العجالة مثالا لواقع الاستفادة العملية من قبل شريحة المعوقين في المجتمع السعودي لصرح علمي وتأهيلي (مجمع الأمير سلطان للتأهيل في الدمام)، وكذلك مثالا لواقع محاربة التلوث والمحافظة على الموارد الطبيعية (مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء) كشاهد يشرح ويلخص فائدة هذين التوجهين على الفرد والمجتمع السعودي.
''مجمع الأمير سلطان للتأهيل في الدمام'' قدم ولا زال العديد من خدماته التأهيلية الحديثة للأفراد المواطنين المعوقين منذ تاريخ افتتاحه في عام 2001 ميلادي، حيث يقوم هذا المجمع باستقبال الحالات المرضية لهذه الفئة الغالية على قلوبنا و فحصها وتحديد نوع الإعاقة ومن ثم قبول جميع الحالات المرضية في وحدات الرعاية النهارية للذكور وكذلك الإناث والتأهيل المهني بالتزامن مع توافر برامج تعليمية وطبية واجتماعية ونفسية ورياضية تنشد وتحفز دمج هذه الفئة مع المجتمع للتغلب على معوقات الحياة وتوافر الحياة الكريمة، كما أن المجمع يتميز بوحدة علمية ومهنية متكاملة في مجالات تقويم وتصنيع الأطراف الصناعية والجبائر والأحذية الطبية للمرضى وخصوصا مرضى السكري، بالإضافة إلى وحدات العلاج الطبيعي والوظيفي، وأيضا وحدات خاصة بتقويم وتعديل النطق.
''مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء'' تم إنشاء هذا المركز في عام 1406 هجري، والذي كان يتبع لجامعة الملك سعود في الرياض، وكان الهدف من ذلك تصميم وإجراء البحوث المتعلقة بتنمية الصحراء ومقاومة التصحر في شبه الجزيرة العربية وخصوصا في المملكة العربية السعودية، ويعمل هذا المركز على تطوير قدراته الفنية والبحثية في مجال علم الاستشعار عن بعد وعلم وتطبيقات نظم المعلومات الجغرافية، وقد صدر عن المركز العديد من المؤلفات العلمية والنشرات الإرشادية ويجري فيه توثيق وجمع المعلومات ودعم البحوث العلمية بصفة عامة، الجدير بالذكر أن هناك جائزة سنوية مخصصة للمياه تحت مسمى ''جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز للمياه'' تدعم توجه المحافظة على توافر مياه الشرب في المنطقة وهي المشكلة البيئية الكبيرة التي تتخوف وتحذر منها العديد من المنظمات والهيئات الدولية والبيئية في العالم بسبب الخطر المستقبلي في نضوب وقلة مصادر المياه، وقد ساهم هذا المركز من الناحية العملية في دعم هذا التوجه البيئي الحيوي من خلال المبادرة والأولوية العلمية لبعض المشاريع والبرامج في ترشيد استخدام المياه في المملكة من خلال التقنيات العلمية الحديثة.
عند الحديث عن النماء والعطاء والتنمية الشاملة والمستدامة والأمان البيئي والصحة العامة والصحة البيئية، تجد المعطيات والواقع العملي والإنجازات العلمية والتقنية حاضرة في مسيرة وعطاء وفكر وقلب ''سلطان الخير''.