نساء نوبل للسلام!
عام 1901 ولدت فكرة جائزة ''نوبل'' للسلام، صاحبها العالم السويدي ''ألفريد نوبل'' مخترع الديناميت لتفجير الجبال للوصول إلى مناجم الفحم وشق الطرق .. ولكنه ندم أشد الندم .. لأن اختراعه هذا استخدم في الحروب والدمار والخراب والقتل .. فقرر تكفيراً عن ذنبه وندمه أن يرصد جوائز سنوية للسلام تخصص لأصحاب الاختراعات والاكتشافات العلمية، ولكل من يشارك في تقدم العلوم والمعرفة وفي بناء وتقدم وسلام البشرية وليس هدمها .. فكانت هذه الجائزة التي رصد لها ثروته كاملة.
مرت 110 سنوات على الحكاية خلالها فازت 43 سيدة في كافة المجالات وكانت الجائزة من نصيبهن.
ولكن أن تفوز ثلاث نساء دفعة واحدة بجائزة ''نوبل'' للسلام لعام 2011 فهذا يعتبر تقديراً كبيراً لمكانة المرأة ودورها القيادي في مجتمعاتها، خاصة أنه خلال السنوات الـ 110 لمنح جوائز ''نوبل'' فازت 12 امرأة فقط، كان آخرها عام 2004 وهي الكينية ''إنفاري ماثاي'' من بين 43 سيدة فزن بجوائز ''نوبل'' في الفروع المختلفة منذ بدايتها في عام 1901، حيث فازت في الفيزياء اثنتان والكيمياء أربع والطب عشر والأدب اثنتا عشرة والسلام خمس عشرة بينهن فائزات هذا العام .. والعلوم الاقتصادية سيدة واحدة .. ومن أشهر الفائزات بجائزة ''نوبل'' ماري كوري .. حيث فازت مرتين الأولى عام 1903 في الفيزياء .. والثانية 1911 في الكيمياء .. والأم ''تريزا'' عام 1979 والإيرانية ''شيرين عبادي'' عام 2003 في السلام.
وأخيراً سيدة عربية لتكون أولى العربيات الفائزات بهذه الجائزة العريقة .. اليمنية ''توكل كرمان'' حصلت هذا العام على جائزة ''نوبل'' للسلام وقيمتها 1.5 مليون كرونة سويدية، ''كرمان'' أول عربية تفوز بهذه الجائزة هي ناشطة يمنية في حركة ''الربيع العربي'' وهي ابنة السياسي والقانوني اليمني ''عبد السلام كرمان'' وهي رئيس منظمة صحيفة (بلا قيود) المدافعة عن حرية الصحافة وحقوق المرأة في ''اليمن'' .. وشاركت في العديد من الاعتصامات والمهرجانات الجماهيرية في الجنوب منددة بالفساد، كما أعدت العديد من الندوات والمؤتمرات داخل الوطن وخارجه حول حقوق المرأة وحرية التعبير وحرية الحصول على المعلومات ومكافحة الفساد وتعزيز الحكم الرشيد.
هذا وقد أهدت الناشطة اليمنية جائزة ''نوبل'' للسلام إلى نشطاء ''الربيع العربي'' والمرابطين في ساحات ''اليمن''.
وبدوره أكد رئيس لجنة الجائزة أنه يأمل أن يساعد منح الجائزة إلى ثلاث نساء مرة واحدة على إنهاء القمع ضد النساء الذي ما زال موجوداً في العديد من الدول وإدراك الإمكانات الهائلة التي يمكن أن تملكها المرأة.
ونحن بدورنا نهنئ الناشطة اليمنية لأنها أول عربية تنال شرف هذه الجائزة ونتمنى لسيدات السعودية أن يحظين بهذا الشرف مستقبلاً .. وخصوصاً أن منهن الكثير من الطبيبات والمهندسات وسيدات الأعمال.