وما أدراك ما السمنة! (2)
تحدثنا عن السمنة وآثارها المدمرة على صحة الإنسان وحياته .. بقي أن نعرف أن الجينات أيضاً مسؤولة عن الإصابة بالسمنة .. فبعض أجزاء من (DNA) الذي يرثه الإنسان من والديه يحدد له بعض الخصال مثل الشعر أو لون العينين، يمكن أن يلعب دوراً مهماً في الإصابة بالبدانة فبعض جينات الإنسان تشير إلى جسده بالطريقة التي يتعامل بها مع الطعام وطريقة استغلاله للسعرات الحرارية الزائدة أو طريقة تخزين الدهون .. فالبعض يحرقون سعرات بصورة أسرع من غيرهم والبعض الآخر يحرقون بصورة أبطأ.
تقلب المشاعر أيضاً يمكن أن يؤدي إلى السمنة، فالإنسان يأكل بمعدل أكبر إذا كان حزيناً، قلقاً، أو حتى يشعر بالملل .. بعد تناول الطعام يشعر بوخز الضمير مما يجعله يأكل مرة أخرى للتخلص من هذا الشعور وبهذا يدخل في دائرة قاسية يصعب الخروج منها.
ومع ذلك فلا يزال بإمكان الإنسان إحداث تغييرات، وذلك فيما يخص أسلوب تناوله للطعام وممارسة الرياضة لضبط وزنه فالإنسان لا بد أن يتعلم تحديد الاختيارات الصحية التي تناسبه مثل تناول العصائر الطبيعية وتناول الخضراوات والفاكهة على خمس وجبات يومياً .. أيضاً تجنب الوجبات السريعة، وإذا أراد الإنسان تناول الطعام بين الوجبات فعليه بأكل الجزر أو قطع الفاكهة. أيضاً يجب أن يأكل الإنسان عندما يكون جائعاً فقط وليس عندما يشعر بالملل.
يجب أن يتناول الإنسان أيضاً إفطاراً صحياً كل يوم، ويجب ألا يأكل شيئاً أمام التلفزيون، وأن ينتبه جيداً للكميات التي يتناولها.
المشي واستخدام الدرجات بدلا من المصعد وتجنب مشاهدة التلفزيون لفترات طويلة والعوم وركوب الدراجات والنشاطات المنزلية (تنظيف وغسيل .. وغيرهما) كلها أنشطة تخفض الوزن.
ومن الأفضل بالطبع قبل البدء في إنقاص الوزن استشارة الطبيب تكون هي أفضل الحلول لوضع خطة آمنة تبنى على الطعام الجيد وممارسة الرياضة، وذلك دون الشعور بالجوع والإحساس بالحرمان، والأفضل أيضاً أن يقوم الإنسان بتسجيل كل ما يتناوله وإنجازاته في ممارسة الرياضة ومشاعره تجاه كل ما يقوم به.
ويجب على الإنسان ألا يتملكه اليأس، فتلك التغييرات تتطلب وقتاً، ولكن رؤية التطور عن طريق قراءة ما قد دونه في السجل قد تساعد كثيراً على الالتزام بالخطة الموضوعة، إضافة إلى ضرورة إحاطة نفسه بالأصدقاء وأفراد من العائلة الذين يمكن أن يدفعوه للأمام لإحداث تلك التغييرات المهمة في حياته.