منتخبنا وإن جار عليه الزمن
بعد بطولة نهائيات كأس أمم آسيا في الدوحة الـ 15 خرج الكل على رأي متفق عليه بأن الكرة السعودية ومنتخباتها تعاني وتحتاج إلى أكثر من الكثير بكثير من أجل أن تكون على الأقل كما كانت، وخرج أيضا المسيرون للرياضة في الاتجاه نفسه بالاعتراف بذلك، حتى أنهم تفاوضوا مع الهولندي فرانك ريكارد وأحضروه إلى هنا معتقدين أن هذا كافٍ للعمل الناجح، ومتجاهلين أنهم وضعوا المدرب في وجه الإعلام الذي كان متشائما في أغلبه، وليس مقتنعا بأن المدرب يستطيع عمل الكثير في وقت قصير، فالتأخير بالتعاقد هو أحد الأسباب التي جعلت الأخضر يتأخر كثيرا حتى أمام عمان، ولم أقل أستراليا، ليضع مصيره وحذره من منتخب تايلاند على المحك، وهذا المنتخب كان إلى فترة ليست بالبعيدة لا يذكر على خريطة الكرة الآسيوية، أما باقي الأسباب فهي كثيرة ومكملة لتأخر الأخضر، والتي أعتقد أنها لن تكون خافية من تقارير ودراسات المسؤولين عن الرياضة وأولها وأهمها الاهتمام كما يجب ببناء المنشآت، والدفع ماديا بشكل مضاعف بكثير عما يدفع حاليا، بعدها نستطيع أن نتغير ويرجع لنا منتخبنا أفضل مما كان وأكثر.
قبل مباراة أستراليا كانت هناك حملات تفاؤلية من قبل بعض وسائل الإعلام وبعض الإعلاميين كانت لدعم المنتخب السعودي، لرفع الروح المعنوية والعمل بالدور المناط بكل مشجع بأن يكون خلف منتخب بلده ويترك باقي الأخطاء خلف ظهره، فلا يمكن لك أن تبحث عن الأخطاء وتناقشها وهناك منتخب كرة قدم يمثل وطنك يلعب، ولا يمكن أن يكون من العدل أن تكون خلف المنتخب عندما كان ''في آسيا يتمخطر''، ويكون الابتعاد وأحيانا ''الغمز واللمز'' حين يكون المنتخب بحاجة إلى وقوف الكل خلفه وإلى جانبه، فلا أجد مبررا لعمل هؤلاء حتى وإن اعتقدوا أنهم يمارسون ذلك بطريقة الاحتجاج وسياسة ''إذا بغيت صاحبك دوم حاسبه كل يوم''، أو من الغيرة على أخطاء يشاهدونها تمارس ويعتقدون أنها من أسباب كل ذلك، متجاهلين الانتماء للمنتخب الذي يجب أن يكون فوق كل اعتبار، حتى ونحن نشاهد ما نعتقد به وبتأثيره، ولنا في الجمهور الكويتي خير مثال وكيف كان يدفع لاعبي منتخبه، حتى أني أجزم أن نسبة تأثير الجماهير هي الأكثر في عوامل تحسن مستوى المنتخب الكويتي أخيرا، أما هنا فدور بعض الجماهير ينتهي عند الحضور فقط، حتى أنه في أحيان كثيرة لو أن مُخرج المباراة لا يظهرهم لاعتقدنا بعدم وجودهم.
منتخبنا يبقى لنا ونبقى له رغم كل ما يحصل له من البعض، حتى وإن كانوا يعتقدون أنهم يعملون له كما يجب، فنحن مع اعتقادنا المخالف لهم إلا أننا نبقي كل ذلك خارج أسوار منتخبنا، فهو لا يستحق من الجميع إلا الوقوف معه.
خاتمة
ما أحلى النوم لو استطاع الإنسان أن يختار أحلامه.