يشترون الوهم «بريالين»!
صحيح ''أن المضطر يركب الصعب''، لكن هذا المضطر يجب أن تكون له حماية من الدولة، فالمضطر هذا من رعاياها ومسؤول عنها. هذا المضطر هو الذي يتجه إلى محال ''أبو ريالين''.. التي انتشرت بشكل لافت للنظر، فالموظف صاحب الراتب المحدود، ماذا يفعل أمام متطلبات الحياة، وأولاده في المدارس، ونفقات يعجز عن تدبرها؟ وحتى يستطيع ذلك في حدود إمكانياته، فهو في النهاية يتجه إلى محال ''أبو ريالين''، وهو يتجه إليها لأنها رخيصة الثمن حتى وإن كانت رديئة، وبعد أن فتح باب الاستيراد أصبحت تجارة ''أبو ريالين'' هي التجارة الرائجة، و''أبو ريالين'' يبيع كل شيء بداية من ورود الزينة ولعب الأطفال والأدوات المدرسية والمستلزمات النسائية وحتى الأدوات المنزلية، والناس يقبلون عليها بشدة مع علمهم أنها رديئة الصنع.. لكنها في النهاية رخيصة الثمن. فكل شيء بريالين. وكلها بضائع صينية يستوردها التجار بالوزن وليس بالكمية. ولأنها أشياء خفيفة فالوزن يحمل الكثير.. وتجارة ''أبو ريالين'' انتشرت. فقد اعترف أحد تجار ''أبو ريالين'' أن ربحه يتجاوز 1000 في المائة. وهو لا يهمه ماذا يبيع. ما يهمه كم يربح حتى ولو كان ذلك على حساب المشتري ــ المضطر ــ أصبح هذا المضطر فريسة في أيدي تجار ''أبو ريالين'' مع أنه قد تردد منذ فترة أن بعض هذه البضائع مسرطنة، خصوصا لعب الأطفال والأدوات المنزلية، أي أن الزبون ـــ المضطر ـــ معرض سواء هو أو أولاده إلى خطر مخيف، تتحمل الدولة نتائجه في النهاية.
ولذلك يصبح على وزارة التجارة في المملكة أن تقف وقفة صارمة أمام تجارة ''أبو ريالين''، وأن تكون هناك مواصفات قياسية معروفة لهذه البضائع التي ملأت شوارع المملكة، والتي ليس عليها رقيب أو حسيب، فما ذنب هذا المضطر المسكين في أن يتعرض لهذه القرصنة التي يمارسها تجار ''أبو ريالين'' ـــ عيني عينك ـــ على مرأى ومسمع من وزارة التجارة.
إن حالة الجشع التي يمارسها هؤلاء التجار يجب أن تقف عند حد، وهذا الحد هو مسؤولية وزارة التجارة. فالمواطن السعودي الفقير لا بد أن تحميه الدولة. فيكفي ما يعانيه من دخل يدفعه إلى مثل هذه المحال التي يظن أنها تلبي احتياجاته، وهي في الحقيقة تستغله استغلالا بشعا. من الضروري أن تظهر تشريعات تتصدى لهذه التجارة التي تجاوزت أرباحها أرباح أي نشاط تجاري في مجال التجزئة.
وهذه التشريعات هي مسؤولية وزارة التجارة. وإذا كان ''المضطر يركب الصعب'' فإن على وزارة التجارة ألا تزيد الصعوبة صعوبة، بأن تحمي المواطن السعودي الفقير من جشع هؤلاء التجار وهم يبيعون له الوهم. وهم أبو ريالين''.