لجان وطنية للتثقيف
في الحلقة السابقة تعرضنا لسياسة الأمم المتحدة في نشر ثقافة حقوق الإنسان من خلال عقد عمل مدته عشر سنوات (1995ـــ2004)، وهي مدة الحملة العالمية لنشر الثقافة المذكورة عالمياً، وكان من أهم الأهداف المطلوب تحقيقها هي التنمية الكاملة لشخصية الإنسان والتركيز على كرامته ورفع مستوى التفاهم والتسامح والمساواة بين الجنسين وتنمية الصداقة بين جميع الأمم والشعوب وكل المجموعات العرقية والقومية والإثنية والدينية واللغوية وتمكين الأشخاص من بناء مجتمع حر، وتشجيع أنشطة الأمم المتحدة من أجل رعاية السلم، كما بدأنا في سرد الوسائل التي اختارتها الأمم المتحدة لتحقيق سياستها المشار إليها، وأهم تلك الوسائل إيجاد استراتيجية واضحة ليُعتمد تطبيقها بعد تقييم الاحتياجات المطلوبة واهتمت الأمم المتحدة لتكون سياستها تشمل الأصعدة الدولية والإقليمية والمحلية مع دعم وتشجيع كل وسائل الإعلام الموجهة للجمهور، والاهتمام بتذكير الجماهير بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والآن نكمل ما أمكن من خطة العمل:
وسائل تنفيذ البرنامج التثقيفي
هـ ـــ تشجيع ودعم الأنشطة والمبادرات الوطنية والمحلية في مجال الشراكة مع الحكومات والمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية والرابطات المهنية والأفراد وقطاعات عريضة من المجتمع المدني.
و ــــ على الصعيد الوطني تنص خطة العمل على إنشاء لجان وطنية للتثقيف في مجال حقوق الإنسان، وذلك بناء على مبادرة من الحكومات أو المؤسسات الأخرى ذات العلاقة، ويجب أن تتكون تلك اللجان من ائتلاف عريض من الأشخاص الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين وعلى رؤساء اللجان وضع خطة عمل وطنية للتثقيف في مجال حقوق الإنسان، (ومن المفيد العودة إلى الكتيب الذي صدر من المفوضية السامية لحقوق الإنسان ــــ بعنوان (المبادئ التوجيهية لوضع خطط التثقيف الوطني في مجال حقوق الإنسان)، ولعل من أهم المبادئ التي وردت في ذلك الكتيب أن يحرص المهتمون بالتثقيف لوضع استراتيجية لخطة العمل على أن يتم مراعاة الخطــوات التالية: (1) إنشاء لجنة وطنية، (2) إجراء دراسة لتقييم الاحتياجات، (3) وضع وإقرار الخطة، (4) تنفيذ الخطة، (5) استعراض كل ما تم، ثم تنقيح الخطة، ونعود مرة أخرى إلى أول الفقرة السابقة الخاصة بتشكيل لجان وطنية للتثقيف في مجال حقوق الإنسان وفق خطة عمل وطنية فيجب أن تكون الخطة شاملة وفعالة وطويلة الأجل ومستمرة، وذلك بمساندة الحكومات والمانحين الدوليين والبرامج الدولية، ويجب أن تشمل الخطة المجتمع بجميع فئاته وأن يكون التثقيف ضمن المدارس الحكومية وغير الحكومية، وكذلك برامج ــــ التعليم والتدريب المتخصص بما في ذلك التعليم الفني والمهني، إضافة إلى الجماعات الأخرى التي يحتمل أن تتأثر أو تستفيد من برامج التثقيف في مجال حقوق الإنسان مثل أولئك المستضعفين مثل النساء وخاصة القرويات وغير المتعلمات والأطفال والمعوقين وكبار السن والأقليات واللاجئين والسكان الأصليين والعمال وعاملات المنازل والفقراء يضاف ـــ لذلك كله الجماعات التي لها علاقة بحماية وتعزيز حقوق الإنسان (مثل معهد القضاء الأعلى والكليات التي تخرج القانونيين والمحامين)، وما شابه ذلك من مدارس ومعاهد وكليات. وفي الحلقة المقبلة (184) نتحدث عن دور شهر رمضان في تنمية وتعزيز حقوق الإنسان بمناسبة حلول هذا الشهر المبارك، بعد ذلك نكمل ما سبق أن بدأناه عن خطة ووسائل نشر ثقافة حقوق الإنسان على مستوى الأمم المتحدة.