ومن الحب ما شفى!
فعلاً .. ومن الحب ما شفى .. دراسة تعكف مجموعة من الباحثين الأمريكيين على دراستها وإثباتها حالياً في جامعة "ستانفورد" بولاية "كاليفورنيا" .. تؤكد أن الحب المتجدد يخفف الآلام بشكل يشبه تأثير العقاقير الطبية، بل حتى المخدرات غير المشروعة مثل الكوكايين .. فتخيل..!!
قام هؤلاء الباحثون بتعريض 15 متطوعاً من الذين دخلوا حديثاً في علاقة عاطفية من بينهم ثماني طالبات وسبعة طلاب لبعض الآلام الخفيفة على سطح اليد من خلال رفع درجة حرارتها، وعرضوا على بعضهم صورا لشركائهم كانوا قد أحضروها معهم وعلى البعض الآخر عرضوا صوراً لأشخاص جذابين معروفين لهم.. ثم راقب الباحثون ردود أفعالهم عن طريق أشعة الرنين المغناطسي.. أظهرت نتيجة التجربة أن الحب الشديد ينشط المناطق التي تستخدمها العقاقير لتخفيف الآلام .. عندما يفكر الإنسان في محبوبه يؤدي ذلك إلى تفعيل مركز المكافأة في المخ، وهي المنطقة نفسها التي تضيء (خلال إجراء الأشعة) عندما يتعاطى الإنسان الكوكايين.. ونفس المنطقة التي تضيء عندما يحصل الإنسان على كمية من المال.
ولا يخفى على أحد أن تجاهل الآلام يخففها، والتفكير المتواصل والحديث عنها يزيدها حتى تصبح غير محتملة.. لذلك حاول العلماء معرفة إذا ما كان النظر إلى المحبوب نوعاً من الانشغال.. وثبت أن الحب كوسيلة مسكنة لها تأثير يتخطى بكثير مراحل الألم.. لأن الحب يصل إلى أجزاء أكثر بدائية في المخ.. مما يسبب تفعيل هياكل أكثر عمقاً داخله تمنع - على ما يبدو - وصول الآلام إلى مستوى النخاع تماماً كما تعمل مسكنات الألم المركزية.. طبعاً العلماء لا يفكرون في الاستغاضة عن العقاقير الطبية والمسكنات المختلفة للآلام بالحب لتخفيف الآلام، بل يأملون في أن تؤدي أبحاثهم للتوصل إلى طرق جديدة لتخفيف الآلام.. وخصوصاً أن استخدام العقاقير المسكنة على المدى البعيد يؤدي إلى أعراض جانبية غير مأمونة.. أهمها الفشل الكلوي.. وقرحة المعدة.. وبعد حين يصبح تناولها غير مجد، لأن الجسم اعتادها.. وقليل من الاحتمال والانشغال بالمحبين أفضل كثيراً من الدخول في دوامة الأمراض المزمنة..! والله الشافي المعافي.