العمالة المنزلية.. أسعار خيالية
على الرغم من أهمية العمل للمرأة من جوانب كثيرة، لعل من أولها حصولها على تقدير الذات لنفسها من خلال نجاحها في العمل، وكذلك دعمها الاقتصادي للأسرة، وكون الأسرة لا تعتمد في دخلها على الزوج كمصدر وحيد، فإن ذلك يشكل عنصرًا آمنًا للأبناء ولقيام الأسرة في حال تعرض الزوج لأي طارئ لا قدر الله، ومع الأسف، بعد هذه المميزات المتعددة لعمل المرأة يقال دائمًا إن المرأة العاملة هي التي تعجز عن إيفاء بيتها حقه سواء أبناءها أو زوجها أو حتى منزلها نفسه، وهذا غير صحيح، فقد أثبتت عدة دراسات أجريت على سيدات ناجحات في عملهن وجدن أنهن حصلن على النتيجة الإيجابية نفسها في الأداء المنزلي، بمعنى أن المرأة غير الناجحة في منزلها غيرُ ناجحة على صعيد عملها أيضًا. إذًا فالعملية تكمن في الذات والشخصية وليست في العوامل الخارجية وكثرة المهام فقط، وسواء كانت المرأة تعمل أو لا تعمل، فإن وجود العمالة المنزلية في المنزل شر لا بد منه، وفكم؟؟؟؟ وكم من المشكلات التي نسمعها ونراها عن الخادمات والسائقين داخل المنزل، وما زال مسلسل المشكلات مستمرًا لا ينتهي، وقد تتعدد الأسباب ولا نستطيع القول إن السبب هو الخادمة أو أهل المنزل، ولكن الأسباب مشتركة، فلا تحدث الجريمة من دون سبب، بل إن هناك عوامل تثير الجريمة، خاصة إن كان هناك استعداد لدى الخادمة، فمثلاً هناك البعض ممن لا يعطون الخادمات رواتبهن، في مقابل أن الخادمة ترى أن أصحاب المنزل يحضرون من المشتريات ربما ما يساوي راتبها لمدة أشهر وهي تطالب بأكثر من أربعة أو ستة أشهر، بل ربما عام كامل، ومن هنا تنشأ الجريمة، وذلك بسبب حقد الخادمة على أهل المنزل، إضافة إلى أن البعض يعامل الخادمة معاملة سيئة لتشتري الخادمة ملابسها من رواتبها، بل طعامها أحيانًا، مع أن ديننا الإسلامي حَثَّ على الرحمة والشفقة بالحيوان، فمن باب أولى البشر الذي يفكر ويدرك. وبعد ذلك نتساءل عن أسباب العنف والجريمة.. إننا في حاجة أولاً إلى ضبط النفس والابتعاد عن المعاملة السيئة والتوبيخ؛ لأننا في النهاية وقبل كل شيء لا بد أن نتعامل بما يرضي الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ كما يجب أن ندرك أن هذه الخادمة أتت إلى بيوتنا دون أن نعرف ما هي خلفياتهم، وما هي خبراتهم؛ لذلك لا بد أن نأخذ كل ذلك في الحسبان.
إن كثيرًا من الأسر تعاني من الخادمات حتى على المستوى المادي، لدرجة أن كثيرًا من مكاتب الاستقدام أصبحت تستغل حاجة الأسر وتضع أسعارًا خيالية؛ سعيًا خلف نقل الكفالة، والسؤال هنا لوزارة العمل!!
أين الرقابة على بعض مكاتب الاستقدام التي تضع تلك الأسعار؟.. سؤال مُلِحٌّ ينتظر الإجابة..