ألف نصيحة للحياة!

في كتاب بارتفاع بوصة واحدة، وحجم ينزلق بسهولة في الجيب وضع توم باركر نصائح للحياة من المنطق والتجربة الشخصية والعلمية.
"The Rules of Thumb" من الكتب التي يمكن للقارئ فتحها على أي جزء والبدء بالقراءة، وضع الملاحظات والفواصل للعودة للقراءة وهكذا.
تفتح على الصفحة "١٠٦" مثلاً وتقرأ نصيحة بألا تبخل على نفسك عندما تنفق على سريرك أو حذائك لأنك ستمضي الجزء الأكبر من حياتك بينهما!
في الصفحة "٢٤٨" نصيحة عن قائمة الأشياء التي ندونها كلّ يوم للقيام بها، تفيد بأننا يجب أن نقسم المهام الضخمة إلى أجزاء أصغر ونفصلها في قائمة. في كلّ يوم يمرّ تنتقل مهمة لليوم التالي، إذا وصلنا لليوم العاشر ولم ننجزها نستبعدها لأنه يظهر أنّ هناك مشكلة تمنع تنفيذها فلا جدوى من إضاعة الوقت وتدوينها.
وننتقل للصفحة "٣٠٤" لنجد نصيحة منزلية كهربائية تفيد بأننا يجب أن نصل كوابل الكهرباء بكوابل من الكثافة نفسها إذا أردنا تمديدات لها.
نصيحة أخرى لكتابة العروض التقديمية في الصفحة "٤٨" عندما ترغبون بكتابة عرض تقديمي، تجاوزوا استخدام الكلمات التي تحتاجون إلى البحث عن معنى لها في القاموس!
الطلاب أيضاً لهم نصيب من النصائح مثل تلك التي تقع في الصفحة "١٣١" والتي توصي الطالب بانتقاء جمله للإجابة عن سؤال التعبير الكتابي وكأنه يتحدث مع والديه.
اسم الكتاب يأتي من قاعدة عشوائية شهيرة "قاعدة الإبهام" التي تستخدم في كثير من نواحي الحياة إما بطريقة القياس الرياضي أو التخمين الناتج من التجربة، فالمزارع مثلاً يعرف متى يزرع الذرة عندما يصبح حجم ورقة السنديان (البلوط) بحجم أذن السنجاب، ويقيس هذا الحجم بالطبع بواسطة إبهامه!
توم باركر الأستاذ في جامعة كورنيل سبق أن وضع كتبا مشابهة، وهو إضافة إلى كونه كاتبا رسّاما متخصصا في الرسوم التوضيحية illustrations التي ظهرت في العديد من الصحف الأمريكية وكتب الأطفال والكبار.
لا يزعم المؤلف أن هذه الحقائق مثبتة علمياً أو حاسمة، الكتاب بشكل عام يمثّل ترفيها من نوع خاصّ يمكن أن يتقاطع ما يأتي فيه مع حياتنا اليومية وقد نثبته وقد ننفيه بالبحث الأعمق.
بكلمات أخرى هذا الكتاب محرض لفضول القارئ للانتقال لكتب أخرى، وهذا ما يجعل هذا الكتاب مميزا ومن أكثر الكتب مبيعاً بشهادة الإحصاءات.
إضافة إلى جانب التعلّم والبحث، تصبح هذه الكتب وسيلة لا يُستغنى عنها في بدء الأحاديث وتغيير روتين اجتماعات الأصدقاء والعائلة، التقليب بين الصفحات وقراءة مقتطفات منها يكسر الجمود والصمت في أحيان كثيرة.
أشارت بعض القراءات النقدية لنقطة مهمّة حول كتاب باركر، إنّك يجب ألا تقتنيه بحثاً عن برنامج تدريبي أو وسيلة تعلم مساعدة. هكذا تنفي عنه صفة الخفّة والترفيه المنشودة.
وأكثر ما تمنيته في كلّ مرة أن أمسك الكتاب وأختار عشوائيا من صفحاته وأن تكون لدينا نسخ مشابهة تُكتب بلغتنا ومن خلاصة تجاربنا، أعتقد بصورة لا يخالطها الشكّ أن ذلك سيكون أفضل بكثير من الروايات والقصص الفارغة التي تسمي نفسها أدباً وتكدّس على رفوف المكتبات كل يوم!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي