الأطفال والمراهقون والجهل بعواقب الجريمة
عندما نقيس بين الماضي والحاضر لا نجد إلا ما يذهلنا من التطور والتغيير وليس من الضروري أن يكون الزمن الماضي بعيدا جدا ولكن يكفي أن يكون قبل عشر سنوات، حيث إن السنوات العشر في المحك الزمني للتاريخ لا تعد شيئا يذكر فكل شيء حولنا يتغير ويتبدل ومع هذا التغير تتغير شخصياتنا بل تظهر عليها عوامل التعرية الثقافية والاجتماعية التي غزت المجتمعات وها هي تغزو مجتمعنا بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات وبكل ما فيها من محاسن ومضار وعلى الرغم من أن كثيرا منا يتلقون ما يتلقونه من المحيط الخارجي لهم سواء كان بعيدا أم قريبا وهم يسعون إلى فلترة ما يتلقونه ذهنيا ونفسيا وفكريا إلا أن التغير الاجتماعي والبيئي والثقافي المتأثر بالتطور والتقدم له دوره في تغيير الكثير من الجوانب لدينا كأفراد ولننظر لطفل قبل عشر سنوات ونقارنه بطفل آخر في الزمن الحاضر سنجد أن هناك الكثير من الإضافات لدى الأخير نتيجة لزخم ما يتلقاه من موضوعات ومثيرات ومعلومات خارجية مختلفة سواء كانت نظرية أو ميدانية ولعل الإنترنت من أهم مصادر المعلومات في الوقت الحديث وهو يحمل ما يحمله من مختلف المعلومات المقروءة والمرئية والمسموعة إذا فإن الوعي الإيجابي أو التفتح السلبي حاصلان لا محالة في هذا الزمن، ولعلك لو جربت أن تحاور طفل صغير ربما تذهل من طريقة تعاطيه مع حوارك لفظيا وفكريا وما دامت الأمور تسير بأسرع مما نتخيل خاصة في التغذية المتنوعة لفكر أطفالنا فإننا بحاجة كبرى إلى قيادة عملية توعية كبرى في كثير من المجالات السلبية وليكن من أهمها التوعية ضد الجريمة فالطفل في سن صغيرة وأتحدث عن الطفولة المتأخرة وهي تبدأ تقريبا منذ تسع سنوات وتستمر لما قبل المراهقة في هذا العمر وامتدادا للمراهقة نحن بحاجة إلى فرض التوعية من الجريمة على الطلاب في هذه السن، حيث إن كثيرا من الأطفال والمراهقين لا يدركون فعليا العقوبات التي ستتخذ ضدهم عند ارتكابهم جريمة ما أيا كان نوعها كالسرقة مثلا أو القتل أو التحرش الجنسي خاصة في المراهقة كل هذه الأمور تستحق أن توضع تحت مجهر النقاش في إمكانية إدخالها في المدارس سواء ضمن مقرر من المقررات أو أن تكون لديها مقررات خاصة بها وتحديدا لدى البنين ليس لشيء إلا لأن الأطفال الذكور خاصة في مرحلة الطفولة المتأخرة أو المراهقة لديهم اعتداد بقوتهم البدنية الأمر الذي يجعلهم يندفعون أحيانا بالخطأ إلى ارتكاب جرائم معينة لذا فإن علينا مسؤولية بالغة كأسر وكمربين بالتحذير من العنف الصادر من قبل أبنائنا والذي ربما ينتهي في حالات كثيرة إلى جرائم غير مقصودة يدفع ثمنها كل المحيطين بسبب جهل الأبناء.