العملية التعليمية ومهارات وضع الاختبارات
إن العملية التعليمية تقوم وفق قواعد معينة وخطوات ثابتة ولكن الإتقان في تنفيذ الخطوات يظل نتيجة لنجاح الشخصية في تطبيق ذلك، فليس الهدف هو أن يشرح المعلم درسه ويخرج بمجرد أن يرن جرس نهاية الحصة، ولكن الهدف الأساسي والأول هو الكيفية التي يشرح بها الدرس والمهارات الشخصية التي لها الدور الأكبر في عملية توصيل المعلومات داخل الفصل الدراسي فمن الممكن أن تستمع إلى ندوة يلقيها شخص يحمل شهادة الدكتوراه ولكنك تخرج من تلك الندوة كما دخلت تماما بمعنى أنك لم تستفد من أي من المعلومات التي تم طرحها مع أنها قد تكون معلومات ثمينة ونافعة، ولكن في كثير من الأحيان نجد أن نقص المهارات الشخصية للتوصيل هي التي تعيق استفادة المستمع من المعلومة وتتكون مهارات التوصيل من أمور عدة لعل من أهمها الاتصال البصري ومهارات تموج الصوت واختلافه وفق مناسبة الحديث واستعمال الحركة والإشارة والوسائل التعليمية وتقنيات الكمبيوتر، ولهذا فإن الأدهى والأمر أن يكون سوء التوصيل للمعلومات داخل الفصول الدراسية نتيجة لعدم رغبة المعلم في استثمار طاقاته اعتقادا منه بأن العملية هي مجرد أداء واجب، ولكن الأمر يظل أمانة ورسالة تحتاج إلى بذل أقصى طاقة من أجل إنجازها ونقلها من الجوانب النظرية إلى الجوانب التنفيذية وليست فقط العملية التدريسية، بل إن هناك أيضا مهارات مهمة لابد أن تستخدم في كيفية وضع الاختبارات التحصيلية للمواد والمقررات، فليس من المنطقي أن يكون الشرح ضعيفا في مقابل أسئلة معقدة وليس من المنطقي أن يكون مستوى الشرح عاليا مقابل أسئلة بسيطة وسطحية وسهلة، بل إن بعض الأساتذة والمعلمين يستخدمون مصطلحات صعبة ومعقدة لاستعراض قدراتهم على الطلاب ناسين أو متجاهلين أن مهاراتهم لابد ألا تدخل ضمن نطاق تحدي قدرات الطالب واستخدام ما يعيق تقدم الطالب وإنجازه في المقرر، حيث إن الهدف الأول هو استفادة الطالب من المقرر استفادة حقيقية بعيدة عن أسلوب السرد والحفظ الممل بل إن بعض الأساتذة لا يقبلون حتى تغيير كلمات الدرس نفسها باستخدام مترادفات للكلمات في ورقة الاختبار معتقدين أن تغيير اللفظ هو تغيير للمعنى، إذا من هنا لابد أن ندرك أن المهارة في وضع الاختبار هي تجربة ترسخ في ذهن الطالب بكل تفاصيلها، لذا لابد من أن يكون موقف الاختبار موقفا إيجابيا يتعلم منه الطالب تجربة جديدة لا أن يكون تحصيل حاصل لمفهوم التعليم التقليدي البعيد عن الاستنباط والاستنتاج وتوظيف القدرات العقلية في إيجاد الحل المناسب والنتيجة المطلوبة، بل وترك المجال للبصمة الشخصية للطالب على ورقة الاختبار فيما يتعلق بطريقة عرض الإجابات، فأساس التعليم القناعة بعملية التفاعل التعليمي وليس سرد المعلومات بلا أدنى مجهود عقلي.