عام الجراحات المؤلمة
126 يوماً فقط مضت منذ دخول هذا العام 2011م، هذا العام الذي يمكن أن نطلق عليه عربياً عام الجراحات المؤلمة، ففي بدايته أعلن انفصال جنوب السودان، ثم سقط نظام زين العابدين بن علي، تلاه سقوط نظام الرئيس حسني مبارك، ثم قيام الثورة الشعبية في ليبيا، التي يُخشى أن تتحول إلى حرب أهلية ينتج عنها تقسيم ليبيا، ثم دبرت مؤامرة أريد منها أن تكون بلادنا ساحة اضطراب فأفشل أبناء الوطن هذه المؤامرة، كما تم إفشال المخطط الإيراني الذي أريد منه أن تستلب البحرين لتكون منطلقاً إلى بقية دول الخليج، وفي اليمن قامت ثورة تطالب بتنحية الرئيس علي عبد الله صالح، الذي لا يزال يصارع للبقاء في السلطة، كما قامت ثورة في سوريا استطاع النظام السوري حتى الآن أن يحيد الإعلام فيها، وأن يعمد إلى القوة العسكرية للحد من تناميها، وبسبب الوضع في سوريا، وقبله سقوط نظام مبارك، رأينا تقارباً مفاجئا بين طرفي المعادلة الفلسطينية حماس وفتح، تمثل في اتفاق القاهرة، كما أعلنت الولايات المتحدة قتل أسامة بن لادن.
هذا العام يأتي بعد عشر سنوات من أحداث 11 سبتمبر 2001م، وخطورته غير عامل التوقيت، أن ما يجري في العالم العربي صور على أنه مجرد ثورات شعبية، وأن لا أجندة غربية، أو دوافع خارجية تقف خلفه، رغم ما يتسرب من وثائق وتصريحات غربية تؤكد الدور الخارجي، ورغم تحركات أطراف عربية تستبق الأحداث.
هذه العمليات الجراحية المؤلمة التي تجري في أجزاء من عالمنا العربي، وقد تمتد إلى أجزاء أخرى ترقب ما ينتهي إليه الوضع في ليبيا وسوريا واليمن، لا عاصم منها سوى معالجة فعالة وسريعة لأسباب التأزم في عالمنا العربي، التي كانت السبب الرئيس في تسهيل قيام هذه الثورات.
هذا العام لم يمض منه سوى الثلث تقريباً، وحدثت كل هذه الأحداث، فماذا تخبئ لنا الأيام الباقية؟ هل سنرى دولا جديدة على الخريطة العربية؟ وهل ستبقى الجامعة العربية كما هي، أم سنشهد منظومة شرق أوسطية تخلفها؟ وهل ستقع مواجهات عسكرية مع قوى تسعى للاستفادة من هذه الأوضاع في التوسع في منطقتنا العربية، أسئلة كثيرة قد تتم الإجابة عنها في وقت أسرع مما نعتقد.
***
هناك تشابه كبير بين عملية التخلص من صدام حسين والتخلص من أسامة بن لادن، فالأول تم تنفيذ حكم الإعدام فيه بطريقة غامضة لم يحضرها سوى عدد ممن غطوا وجوههم بأقنعة، مما جعل كثيرا من الإشاعات تنتشر، ومنها ما نُشر على اليوتيوب خلال الأيام الماضية عن اتصال أجراه صدام بحسن العلوي يقول فيه إن من قتل هو شبيه له، وهو ما نفاه حسن العلوي، أسامة بن لادن كذلك شاب عملية قتله غموض أكبر، تمثل في السيناريو الذي أعلن، ثم بالصور التي نشرت في وسائل الإعلام، وما أثير حولها من شكوك، ثم في طريقة التخلص من جثته سريعاً عن طريق دفنه بالبحر، هذا التصرف رغم معارضة كثيرين له، إلا أن هناك من يرى أنه السبيل الوحيد لمنع أن يتحول قبره إلى مزار، ولهذا فلا نستغرب أن يشك كثيرٌ من الناس بهذا السيناريو، فالبعض يرى أن أسامة بن لادن لم يقتل، والبعض الآخر يرى أنه قتل منذ مدة ليست بالقصيرة، بدليل غيابه عن الإعلام، لكن لحسابات أمريكية معينة جرى تأجيل الإعلان عن مقتله إلى بداية هذا الشهر.