اللغة العربية والتقنيات الحاسوبية
تعد اللغة الشخصية الأساسية للشعوب والأداة الموصلة للفكر والمترجمة لمشاعر الأمة ولغة التخاطب بين أبنائها وأسس تفاهمهم ومصدر افتخارهم وعزتهم فإذا فقدت الأمة لغتها ذابت وتلاشت وذهبت خبرا من الأخبار وبالخصوص عند تكالب الغزو الثقافي.
وانطلاقاً من دور المملكة في الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية فإنها تسعى باهتمام كبير للرفع من شأن اللغة العربية لتواكب التطور العلمي، وللاستفادة من تطور تقنيات الحاسب الحديثة والعمل على المواءمة بين اللغة العربية والتقنيات المعاصرة ودعم توظيف تقنيات الحاسب في دعم اللغة العربية ونشر إنتاجها العلمي والمعرفي بين قطاعات المجتمع.
ويؤكد خادم الحرمين الشريفين في افتتاح أعمال الندوة الدولية الثانية عن الحاسب واللغة العربية التي نظمتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية العام الماضي في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (إننا ندرك أن اللغة ليست مجرد حاضنة ثقافية لذاكرة الأمم فقط، ولكنها أيضاً يجب أن تطول العلم الحديث مصطلحاً وتداولاً وقراءة وتفكيراً وشيوعاً وانتشاراًَ، وليس أكثر أهمية اليوم من الاستفادة من التقنيات الحاسوبية لخدمة هذا المشروع، والمملكة دأبت منذ تأسيسها على التزود بأحدث المستجدات العلمية والتقنية في جميع المجالات مع الحفاظ على عقيدتها الإسلامية وهويتها الثقافية العربية وهي تعمل على المواءمة بين اللغة العربية والتقنيات المعاصرة، بما يتيح الحفاظ والـتأكيد على هويتها الثقافية، وفي الوقت ذاته عدم التخلف عن ركب التقدم العلمي وتطبيقاته المختلفة).
والعرب كرموا بأن أصبحت لغتهم لغة القرآن.. وقد حفظ القرآن الكريم هذه اللغة وظلت في رعاية اللغويين القدامى، أما اللغويون المعاصرون فمسؤوليتهم كبرى للارتقاء بها والمحافظة عليها وإبقائها حية نضرة في مقابل اللغات الإنسانية الأخرى.. وعلى الرغم من عراقة اللغة العربية فقد كتب لها بعض التعثر في عصر المعلومات في ملاحقة مثيلاتها التي امتلكت شعوبها أدوات التكنولوجيا في مجال المعلومات.. والمطلوب من الجهات العلمية العمل لكي لا يتقوض ارتباطنا بلغتنا وذلك بإيجاد الحلول للمشكلات العلمية والتقنية ومن بينها التعامل مع التقنيات الحديثة عبر لغتنا العربية الفصحة التي أنزل الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ بها القرآن الكريم.
وكنت وأنا أكتب، أطالع خبرا يقول إنه ومن أجل دعم اللغة الألمانية، قامت مجموعة من المشاهير الألمان ـــ بدهن ألسنتهم بألوان العلم الألماني (أسود، أحمر، ذهبي)، كجزء من حملة إعلامية تهدف إلى حث الألمان الجدد الذين حصلوا على الجنسية الألمانية حديثا على تعلم اللغة الألمانية والتحدث بها، بهدف دمجهم في المجتمع وتحسين فرصهم في الحياة. الجدير ذكره أن اللغة الألمانية تعد إحدى اللغات الأم الأكثر شيوعاَ في الاتحاد الأوروبي، ولم تنتشر في العالم كثيرا مع أنها لغة تفرض نفسها في مجالات عديدة. ولكن هناك جهودا لنشرها في العالم من قبل معهد غوته (الذي سمي على اسم الكاتب الألماني الشهير يوهان فولفجانج فون غوته).