مؤتمر إدارة المشاريع الثالث.. تطلعات وآمال

تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين يأتي مؤتمر إدارة المشاريع الثالث امتدادا للمؤتمرات السابقة التي نظمتها الهيئة السعودية للمهندسين، ممثلة في شعبة إدارة المشاريع، ومنذ تأسيس شعبة إدارة المشاريع عام 1423 هـ، أخذت شعبة إدارة المشاريع على عاتقها مهمة التوعية بأهمية ودور إدارة المشاريع .. لما لذلك من أهمية نجاح المشاريع ولأهمية ذلك الدور أتى مؤتمر هذا العام لمناقشة دور تخطيط وإدارة المشاريع في نجاح المشاريع في المملكة.
وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين ـــ حفظه الله ـــ كلمة ألقاها نيابة عنه معالي وزير التجارة والصناعة الأستاذ عبد الله بن أحمد زينل، جاء فيها التأكيد على الدور الكبير الذي يقوم به المهندسون، حيث قال ـــ حفظه الله: ''يأتي انعقاد هذا المؤتمر انطلاقا من الدور الكبير الذي يقوم به المهندسون للمساعدة على إيجاد آليات تسهم في تقديم الإدارة الناجحة والفاعلة لمشاريعنا القائمة والمستقبلية وتوفير أنجح الأساليب الفنية وأكثرها قدرة على الوصول بهذه المشاريع إلى أعلى معايير الجودة والإتقان، محققين بذلك الغاية الأهم، وهي خدمة الدين ثم الوطن وخدمة شعب المملكة الوفي الذي يستحق أن يبذل له الغالي والنفيس وأن يتم تحقيق كل ما من شأنه رفاهيته وعيشه الكريم.
هذا الدور الذي تتطلع إليه القيادة يتطلب تضافر الجهود في القطاعات والهيئات ليقوم به المهندسون في كافة الجهات لضمان نجاح المشاريع في عرض الوطن.
ويقدر أن المؤتمر قد عقد جلساته لتغطي عدداً من المواضيع المحورية وتستعرض أهمية التخطيط الاستراتيجي وأثره في المشاريع إلى مناقشة أسباب تعثر المشاريع وكيفية معالجتها، إلى استعراض نماذج رائعة في إدارة المشاريع والتجارب الدولية والمحلية لاستخراج الدروس والعبر منها مع التأكيد على أهمية تأهيل الموارد البشرية السعودية لإدارة المشاريع في المملكة.
إن بعضا من المشاريع الاستراتيجية اليوم تنشأ من دون خطط لتأهيل موارد بشرية سعودية لإدارة هذه المشاريع، إن في التنفيذ أو ما بعد التنفيذ كالصيانة والتشغيل وهو ما يضيع تلك الفرص التي قد تتعثر معها الجهود الوطنية لسعودة وظائف إدارة المشاريع والتشغيل والصيانة في المستقبل.
أما الحديث عن المشاريع المتعثرة في كثير من القطاعات التي تعوق التنمية بسبب تعثرها وتأخر تسلمها، فإن ذلك يعود لأسباب كثيرة وقد يكون المؤتمر قد سلط الضوء على أهم تلك الأسباب لكن ربما يرجع إلى عدم تبني منهجية إدارة المشاريع بشكل واضح وبارز، وهو ما يؤكد نجاح المشاريع التي تنفذها الشركات الكبرى، حيث إنها تتبنى مثل هذه المنهجية بشكل صارم، ولذا يقل أو يندر تأخر المشاريع التي تدار من قبل تلك الشركات لذلك السبب، مما يؤكد على أهمية تبني تلك المنهجيات مع الأخذ في الاعتبار الظروف المحلية.
إن الآمال تعقد على أن يخرج المؤتمر بتوصيات ترفع إلى المقام السامي نتطلع من خلالها إلى أن تكون الحل الاستراتيجي للتعامل مع وضع ومستقبل المشاريع في المملكة، من خلال استعراض خطة مقترحة لتنظيم إدارة المشاريع في المملكة، وهي حل وطني مطلوب في ظل ما تشهده المملكة من توسع في المشاريع الاستراتيجية وما تخصصه من ميزانيات كبيرة لهذه المشاريع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي