خواطر مواطن خليجي

إن معاني كثيرة لا تترجم فعليا إلا على أرض الواقع، بل إنه لا يوجد أي رديف من الممكن أن يعبر عن سمو تلك المعاني وصفائها، فهناك كلمات كالوحدة والتماسك، وهناك أيضا أمر اسمه الانتماء، وهناك أمر ثالث أيضا يعرف بالوفاء، أعتقد أنها كلمات نقرؤها ونلمحها ونكتبها باستمرار في كثير من المواقع ابتداء من مناهجنا الدراسية، بل وانطلاقا من النشيد الوطني الذي كنا نردده ونحن صغارا في طابور الصباح في فناء المدرسة، ولكن كل تلك الوقفات لا تساوي شيئا مقابل التعبير الفعلي عن مفهوم الانتماء والوحدة الوطنية والوفاء في زمن يسجل التاريخ فيه مرحلة صعبة من المراحل التي مر بها العالم العربي ـــ وتحديدا منطقة الشرق الأوسط.
إن العالم العربي اليوم يمر بتغيرات سريعة تحدث غليانا ولكن الشخص المفكر الواعي هو الذي يستطيع أن يحكم على جوانب الصواب والخطأ ويدرك المصلحة التي لا تخلف وراءها الخسائر، ولعل دول الخليج تحتل مساحة جغرافية ترفع من أطماع الكثيرين في العالم، وكيف لا ودول الخليج تملك من الثروة النفطية ما يدفع لأن تكون محلا لأطماع وأهداف سلبية، ولعل ما حدث في البحرين تحديدا هو أكبر دليل على وجود تلك الأهداف بصورة تم التخطيط لها مسبقا ـــ ربما منذ ما يقارب 20 سنة ـــ ولكنها بدأت بتأجيج الفتنة، بل امتدت إلى القتل والسلب والنهب من قبل مدبري الفتنة، إلى أن جاء درع الجزيرة ووقف سدا منيعا تجاه أولئك الذين تم تدريبهم ودفعهم إلى الساحة لتحقيق المطالب والأهداف الإجرامية.
إن ما يجب أن يدركه كل خليجي هو أننا في نعمة ـــ ولله الحمد ـــ يحسدنا الكثيرون عليها، ابتداء من أبسط ما نعيش فيه وانطلاقا إلى أعلى ما نحصل عليه داخل أوطاننا، لذا فإن كل منا لا بد أن يكون عقلا مفكرا يستطيع أن يعي فعلا ما يدور حوله من مؤامرات وما يخطط من وراء ظهره من أهداف بشعة، ولا بد أن يدرك كل خليجي أن الطريق الوحيد إلى تحقيق تلك الأهداف الإجرامية هي بث الفتن وإعطائها صبغة تفاعل معينة حتى لا تكشف تلك النوايا، ولا أبالغ حين أقول إن ما رأيناه من حولنا لم يزدنا إلا صقلا لشخصياتنا، ولم يعطنا إلا المزيد من الإدراك لمن ينتظر الفرصة للنيل من استقرارنا، إننا نعيش في الخليج بقلب واحد ومصالح مشتركة لأن مصيرنا واحد ومصلحة البحرين هي مصلحة دول الخليج كافة، وأقل ما يمكن أن نقدمه لأوطاننا هو تطبيق معنى الوحدة الوطنية الخليجية كصورة من صور رد الجميل والتعبير عن الوفاء تجاه أوطاننا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي