رسالة للقادة والزعماء العرب

(دور مؤسسات المجتمع المدني في التنمية) .. كان هذا عنوان المقالة السابقة التي تحدثنا فيها عن ملاحظات الأستاذ مروان سمرا مستشار السياسات الاجتماعية في البرنامج الإغاثي للأمم المتحدة، الذي صرح بأن البلدان العربية فشلت في تحقيق الهدف الأول للألفية؛ وهو القضاء على الفقر والجوع، وأن ذلك يعود لضعف أو غياب دور منظمات المجتمع المدني، وأشار إلى نسب متدنية جدا لمستوى المعيشة في المجتمعات العربية، وأن معدلات الفقر تزداد سوءاً مع زيادة عدد السكان وضعف التنمية، وأن نسبة البطالة في المجتمعات العربية وصلت إلى 12 في المائة وهي أعلى نسبة في العالم! وبالنسبة للتعليم الابتدائي ـــ ورغم التحسن الملحوظ في مجال المساواة بين الجنسين للحصول على التعليم ـــ إلا أن 25 في المائة من الأطفال في العراق وفلسطين غير ملتحقين بالمدارس! كما أن مستـوى جودة التعليم ضعيف في الدول العربية. والآن مع:
الرسالة الموجهة للقادة
قبل أن نبدأ الرسالة ـــ نشير إلى أن من أهم تصريحات الأستاذ سمرا قوله: إن الدول العربية لن تتمكن من خفض معدلات وفاة الأطفال والأمهات ومكافحة الأمراض السائدة في المجتمعات الفقيرة العربية، إلا بتحسين مياه الشرب وتوفر الصرف الصحي، لكن رغم وجود محاولات لتحسين الوضع لكن الجهود ضعيفة وبطيئة ومحدودة! والآن مع الرسالة التي وجهتها منظمات المجتمع المدني إلى القادة والزعماء العرب المشاركين في قمة شرم الشيخ العربية الاقتصادية:
• الدعوة لترجمة التوجهات العالمية والوطنية إلى مسار إقليمي يتضمن التزامات إقليمية بالنسبة للقضايا المشتركة المتعلقة بأهداف الألفية يتجاوز الشكليات.
• الدعوة للجامعة العربية إلى تفعيل التعاون المؤسسي مع منظمات الأمم المتحدة الأقليمية من أجل ضمان حضور عربي مميز في أعمال المراجعة النهائية لمسار أهداف الألفية واعتبار قضية مكافحة الفقر البشري بكل تجلياته وما يرتبط به من توفير متطلبات العمل اللائق محور العمل الاجتماعي العربي.
• الدعوة للاهتمام بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، والاهتمام بمشروعات التعاون الاقتصادي الإقليمي بين الدول العربية ورسم سياسات التجارة بما يخدم أهداف التنمية.
• الدعوة لضرورة نشر ثقافة التسامح وحقوق الإنسان واحترام المرأة وتعزيز الشراكة في القطاع الخاص.
ومما لفت انتباهي في خضم الحديث عن فعاليات قمة شرم الشيخ وأهمية ذلك الاجتماع الاقتصادي الكبير، مقالة كتبها الأستاذ: محمد كركوتي في صحيفة «الاقتصادية» الصادرة في 19/1/2011م، وأعتبرها رسالة أخرى للقادة العرب وألخص أهم ما ورد فيها:
• يجب أن يتقدم الاقتصاد العربي على السياسة العربية ـــ لكن الاقتصاد العربي ما زال بحاجة ماسة وقوية وضرورية لأن يصل إلى مرحلة التفوق والحصول على كأس البطولة.
• الذي يقود التعاون العربي هو الاقتصاد ولا بأس في ذلك، فانظروا كيف أن الاقتصاد قاد التعاون الأوروبي على الرغم من الاختلافات السياسية في القارة العجوز! وكيف فضل السياسيون هناك هذا التعاون على مناوشات واختلافات سياسية (بعضها عقائدي)، من أجل مستقبل أكثر ازدهاراً ورخاء لشعوبهم، وتنمية أقوى تماسكاً واستدامة لمجتمعاتهم.
• وحتى الحكومات الأوروبية التي كانت تهيم في بحار من القومية والوطنية المغلقة، وجدت أن معاندة التعاون الاقتصادي الأوروبي لا يقدم لها سوى العزلة الاقتصادية، ومن دون التناغم مع جيرانهم ومحيطها ستكون أول الخاسرين.
وفي الحلقة القادمة (163) نكمل رسالة أ. كركوتي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي