«مهد الذهب» .. تستغيث!

المواطن يعاني من تلوث الهواء في منطقة "مهد الذهب"، وذلك بسبب النشاطات التعدينية من الحفر والطحن والتفجير الذي تقوم به شركة المعادن المستثمرة في منجم الذهب. ولذلك وجّه الأمير عبد العزيز بن ماجد "أمير منطقة المدينة المنوّرة" تحذيراته من خلال برقية أرسلها إلى وزير البترول والثروة المعدنية المهندس "علي بن إبراهيم النعيمي" بسرعة وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة من قبل وزارة البترول والثروة المعدنية للقضاء على شكوى المواطنين في المنطقة، وحرصاً على سلامة وصحة المواطنين، لكن الغريب أن وزارة البترول نفت حدوث أي تلوث، وأن الشركة المستثمرة حفرت آبار اختبار تحيط بجميع مواقع ردم النفايات، وأنها تأخذ منها عينات بشكل دوري ولم تلاحظ وجود نسبة "سيانيد" الملوثة للهواء أعلى من الحد المسموح به عالمياً.
وهكذا بدا أن صرخة سكان منطقة "مهد الذهب" وكأنها مجرد شكوى كيدية، أو مجرد افتراء مع أن الشكوى الصحية في منطقة "المدينة المنوّرة" أكدت من خلال السجلات الطبية في مستشفى "المهد" أن هناك خطراً حقيقياً على السكان. فقد أشارت إلى ارتفاع عدد الحالات التي تأتي إلى المستشفى بسبب الأمراض الصدرية إلى 50 حالة يومياً. وثبوت إصابة 33 مواطناً من سكان المحافظة بالفشل الكلوي، بجوار إحالة مواطنين آخرين إلى مراكز الأورام في "الرياض" و"جدة" للاشتباه في إصابتهم "بالسرطان". والمدهش أن شركة معادن المستثمرة في منجم الذهب قد تعاقدت مع جامعة "ميموريال" الكندية لإعداد دراسة ميدانية تتأكد فيها من صحة نسبة التلوث التي حققتها جامعة الملك "سعود" ممثلة في كلية الأغذية والزراعة. وجاءت النتيجة مخيبة لآمال شركة معادن. فقد جاءت نتيجة الدراسة الميدانية تؤكد صحة نسبة التلوث التي أعلنتها كلية الأغذية والزراعة. الأكثر أن جامعة "ميموريال"، أوصت بضرورة عزل المنجم عن المدينة ببناء جدار أو جبل صناعي. والسؤال: كيف ترد وزارة البترول والثروة المعدنية على بيان الشؤون الصحية أو دراسة جامعة "ميموريال" الكندية! إننا أمام كارثة بيئية محققة. ولا يبقى إلا أن تهتم وزارة البترول والثروة المعدنية وبسرعة بطلب أمير "المدينة المنورة" الأمير "عبد العزيز بن ماجد"، إنقاذاً لحياة المواطنين في منطقة "مهد الذهب".
لفت نظري برغم خطورة المشكلة أن الصحافة السعودية لم تهتم الاهتمام الكافي بهذه المأساة. يا سادة.. المواطن السعودي أهم وأغلى من الذهب الذي تبحثون عنه في مهده. واسمعوا صراخ الناس.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي