إنجليزي ده يا «مرسي»!

هذه الجملة التي قالها الممثل المصري يونس شلبي في المسرحية التي أظن أن الجميع قد شاهدها وهي مسرحية ''مدرسة المشاغبين'' التي أضحك عليها كثيرا كلما عرضها التلفزيون. هذه الجملة تذكرتها بمناسبة ما كشفت عنه وزارة التربية والتعليم في المملكة من أنها سوف تطلق برنامجا يرمي لتطوير مناهج اللغة الإنجليزية. خصوصا عندما تعرف ما قاله الدكتور نايف الرومي، وكيل التخطيط والتطوير بوزارة التربية والتعليم عن هذا البرنامج.
يقول الدكتور نايف: إن البرنامج ''يأتي انطلاقا من المادة 50 لسياسة التعليم في المملكة التي صدرت عام 1390هـ. ونصت على تزويد الطلاب بلغة أخرى من اللغات الحية على الأقل بجانب لغتهم الأصلية، للتزود من العلوم والمعارف والفنون والابتكارات النافعة، والعمل على نقل علومنا ومعارفنا إلى المجتمعات الأخرى، وإسهاما في نشر الإسلام، وخدمة الإنسانية''. هذه المادة التي أشار إليها الدكتور نايف صدرت منذ 32 سنة. فأين كان التخطيط والتطوير في وزارة التربية والتعليم؟ وهل كان التخطيط والتطوير في إجازة؟! أم أن هذه المادة الـ 50 كانت مختفية وسط أكوام الدراسات والأبحاث في الوزارة؟ أو ربما كانت اكتشافا جديدا اكتشفته لجنة التخطيط والتطوير في وزارة التربية والتعليم في المملكة!
لقد تأخرنا كثيرا في تطوير اللغة الإنجليزية في مدارسنا. تأخرنا والعالم يتجاوز كل الممكن إلى المستحيل، ونحن ما زلنا نتحدث عن تطوير اللغة الإنجليزية في مدارسنا، سواء في التعليم الأساسي أو التعليم الثانوي. إننا نتحرك دائما في الوقت الضائع. فما معنى أن نكتشف ضرورة تطوير اللغة الإنجليزية بعد 32 عاما من لائحة سياسة التعليم في المملكة؟
ممن نستطيع أن نعرف مبررا واحدا لهذا التأخير الذي امتد لاثنين وثلاثين عاما! لقد حاولت يا دكتور أن أفهم فقرة من تصريحاتك، وحتى لا يكون الكلام مرسلا، دعني أقدم لك هذه الفقرة من تصريحاتك لـ ''الشرق الأوسط''. تقول: ''إن المناهج المطورة العالمية للغة الإنجليزية في التعليم الأساسي والثانوي تتواءم مع البيئة المحلية للمملكة، وحقائب تدريبية نوعية وبرامج عالمية حديثة ومواد تعليمية إثرائية متقدمة ومواقع تفاعلية لمقررات اللغة الإنجليزية. وامتلاك الخبرات وتوطين المهارات في صناعة المناهج والتصميم التعليمي من بيوت الخبرة العالمية. ''إنجليزي ده يا دكتور''!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي