في قضية البطالة .. المشكلة الرئيسية!
هناك مشكلة رئيسية في قضية البطالة في المملكة .. وهي أن الاقتصاد السعودي محصور في ثلاث مدن رئيسية هي "الرياض" و"جدة" و"الدمام".
والمواطن السعودي ليس موجوداً في هذه المدن فقط، إنما هو موجود في كل بقاع المملكة، ومع اتساع المملكة وبُعد المسافات أصبح من الصعب على السعودي البحث عن العمل في هذه المدن، ولذلك لابد أن يتمدد الاقتصاد السعودي إلى أماكن أخرى بعيداً عن هذه المدن الثلاث، فإن تحقق هذا أصبحت الفرصة ممكنة أمام المواطن السعودي، وتحل جانباً كبيراً من قضية البطالة. أعرف أن هذا جزء من القضية فلها روافد كثيرة تحتاج إلى معالجات سريعة، منها ثقافة العمل وسلوكياته. فالسعودي يرفض العمل في بعض المهن مثل الميكانيكي والسمكري وغيرهما من المهن اليدوية. وهذه الثقافة يجب أن تشيع في المجتمع السعودي، فليس من المعقول أن يكون المواطنون كلهم موظفين على مكاتب وفي دواوين. كما أنه ليس من المنطقي أن يكون المجتمع السعودي كله من الأطباء والمهندسين والمحامين وغيرهم. فليست هذه طبيعة المجتمعات، والدين نفسه ينظم هذه العلاقات ويقدم هذه الثقافة. "ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات .. ليتخذ بعضهم بعضا سخرياً" .. هذه الثقافة يمكن أن تحل أيضاً جانباً من قضية البطالة في المجتمع السعودي. وهذه مسؤولية الدعاة في المساجد، كما أنها مسؤولية الإعلام كذلك. هناك أيضاً عامل آخر من عوامل هذه القضية هو توظيف السعوديين بشكل شبه إجباري عن طريق الترشيح وليس عن طريق المؤهل وحاجة العمل. وهذا الترشيح يساعد على تفاقم المشكلة، لأنه لا يضع الرجل المناسب في المكان المناسب وتصبح الوظائف عشوائية مما يخلق بطالة مقنعة، كذلك عمل المرأة في القطاع الخاص، فما زال هذا القطاع متردداً في توظيف المرأة، مما يخلق عاملاً مساعداً في انتشار البطالة، العوامل كثيرة في قضية البطالة وانتشارها.