ديباجة العهد الدولي
في المقالة السابقة أشرت إلى الحراك الحقوقي الذي قامت به الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان عندما أقامت ندوة بمركز الأمير سلمان الاجتماعي بالرياض في 6/1/1432هـ، لإثارة أهمية نشر ثقافة حقوق الإنسان وتنمية الوعي الحقوقي، وقد اختارت عنوان الندوة (مسؤولية من نشر ثقافة حقوق الإنسان؟) لتلفت النظر لدور الجهات ذات العلاقة بنشـر تلك الثقافة باعتبارها من مسؤولياتهم، وأشرت لمشاركة هيئة حقوق الإنسان في تلك الندوة، كما أوضحت أن التحدي الكبير هو أن تصل تلك الثقافة والمعرفة الحقوقية، ويعيها من هم في حاجة ماسة لمعرفة أبعاد حقوقهم مثل طبقة العمال، وطلبة المدارس والجامعات، والمستضعفين من النساء والريفيات، ومن يسكنون القرى، وكذلك الفقراء والمساكين واليتامى والمعوقون والمحتاجون والسجناء والمرضى، وأن يعي الوالدان واجباتهم تجاه أطفالهم الذين هم شباب وشابات المستقبل، كما يجب أن يتنبه أصحاب السلطة والنفوذ بمسؤولياتهم وواجباتهم تجاه الالتزام بحقوق الإنسان وتعزيز وحماية تلك الحقوق حتى لا تنتهك، أما طبقة الأغنياء والقادة والوزراء والإداريين العامين والدعاة والأئمة والمحامين والقضاة والحقوقيين والمعلمين والمفكرين والمثقفين فهم لا شك يعرفون حقوقهم، وينافحون عنها بقوة لكن عليهم واجبات يجب أن يلتزموا بها خدمة للحق والعدل والإصلاح وهي المشاركة بنشر الثقافة الحقوقية كل فئة في مجال تخصصها وقدرتها والسلطة المتاحة وبالطريقة المناسبة، لأن نشر وتعزيز حقوق الإنسان هي من أجل الأعمال الصالحة التي تدعم العدل والمساواة والرحمة وتمنع ـــ بعون الله تعالى ــــ الظلم والاضطهاد والفساد والإرهاب، كما أن الاهتمام بنشر الثقافة الحقوقية هي من وسائل وطرق الدعوة للرشاد والسلام والأمن ورد المظالم التي ينادي بها الإسلام، كما عَرّفنا العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للإنسان ومعنى (الشرعة الدولية لحقوق الإنسان في مصطلحات ومفاهيم الأمم المتحدة)، والآن مع (الديباجة) التي هي جزء لا يتجزأ من العهد الدولي الذي نحن بصدده.
ديباجة العهد
• إن الدول الأطراف في هذا العهد ترى الإقرار بها لجميع أعضاء الأسرة البشرية من كرامة وحقوق متساوية وثابتة، ووفقاً للمبادئ المعلنة في ميثاق الأمم المتحدة كل ذلك يشكل أساساً للحرية والعدل والسلام الذي ينشدها الإنسان والتي تقرر الدول الأطراف أن تلك القيم تنبثق من كرامة الإنسان الأصلية فيه.
• وإذ تدرك الدول أن السبيل الوحيد لتحقيق المثل الأعلى، ليكون البشر أحراراً ومتحررين من الخوف والفاقة هو السبيل لتهيئة الظروف الضرورية لتمكين كل إنسان من التمتع بحقوقه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكذلك حقوقه المدنية والسياسية، وكل ذلك وفقاً لما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
• كما يجب على الدول أن تضع في اعتبارها ما عليها ــــ وفقاً لميثاق الأمم المتحدة ــــ من الالتزام بتعزيز الاحترام ومراعاة حقوق الإنسان وحرياته العالمية، وفي الحلقة القادمة (157) نوضح جهود المملكة في التوجه للتوقيع على العهد الدولي المذكور بعد استكمال دراسته ثم نبدأ في سرد مواد ذلك العهد