النهاية الحزينة لعاملة منزل

"التعامل النبوي مع الخدم" .. كان هذا هو موضوع المقالة السابقة، حيث تحدثنا عن مقدار العناية العظيمة التي كان يوليها القائد والمعلم الأول محمد ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ للخدم، حيث وصفهم بأنهم إخواننا، عندما قال ـــ عليه السلام ـــ (إخوانكم خولكم) والمقصود (بخولكم) أي الخدم والعبيد والإماء وغيرهم من حاشية الخدم الذين يسعون في خدمة سيدهم، والخول بفتح الخاء والواو جمع (خولي) والكلمة مأخوذة من التخويل أي التمليك كما جاء في (المنجد في اللغة والآداب والعلوم)، وأشرت للأحاديث الشريفة التي تحث على أن نطعم الخدم مما نأكل ونلبسهم مما نلبس ولا نعذبهم وإن اضطررنا لنكلفهم بعمل فيه صعوبة عليهم فعلينا أن نساعدهم وألا نؤخر رواتبهم (اعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه) كما قال محمد ـــ صلى الله عليه وسلم، والآن مع:

مقتل عاملة المنزل بتبوك
نشرت "عكاظ" يوم الأحد 21/12/1431هـ أن هيئة التحقيق والادعاء العام في تبوك تجري تحقيقاً في قضية مقتل خادمة توفيت إثر تعرضها لعنف جسدي خلال إجازة عيد الأضحى الماضي، واتضح أن كفيل العاملة اعترف بضرب مكفولته على مدى أربعة أيام مستخدماً قطعة ألمنيوم في عملية ضربها ـــ حسبما ورد في "عكاظ" ـــ وقد علل الكفيل سبب ضربها لإساءتها معاملة أطفاله المعوقين وضربهم، وأن الضرب المبرح المتواصل ـــ حسبما ورد في الصحيفة ـــ أدى لهروب الخادمة من المنزل إلى مبنى قريب تحت الإنشاء، حيث سقطت هناك على مواد إنشائية وتعرضت لجروح وكدمات، وقد أفاد الكفيل المتهم بأنه خرج للبحث عنها وإحضارها للمنزل ولما رآها على تلك الحالة السيئة أراد أن ينقلها إلى المستشفى فرفضت مما أدى لإعادتها للمنزل مرة أخرى وقفل عليها في إحدى الغرف، وأضاف المتهم أنها أصرت على رفض أداء الواجبات المنزلية فضربها مرة أخرى! ليتبين له يوم العيد! أن الخادمة قد توفيت متأثرة بجراحها وأنه جرى تحويلها لثلاجة الموتى في المستشفى لتخضع لمعاينة الطب الشرعي، وقد حاولت الاتصال بمندوب "عكاظ" في تبوك لمعرفة اسم وجنسية العاملة وما نتج عن التحقيقات التي أجريت من الشرطة ومن فرع هيئة التحقيق والادعاء العام في تبوك فلم أتمكن من الحصول على معلومات، خاصة أن اتصالي كان في العطلة الأسبوعية، وربما تنشر "عكاظ" أي معلومات متوافرة عن نتيجة التحقيق في تلك النهاية المأسوية لتلك العاملة التي توفيت في عيد الأضحى المبارك! وسأوافي القراء الأعزاء ـــ ولو متأخرا ـــ في الحلقة التي تلي القادمة بالتحليل والاستنتاج لتلك المأساة، والواقع أن الحاجة ماسة لوجود مطوية أو كتيب يوضح حقوق عاملات المنزل والعمالة بصفة عامة وكذلك واجباتهم، تضطلع به الجهات التي سبق أن ذكرتها في المقالات السابقة، وأن يشار لذلك الكتيب في العقد الذي يتم بين الطرفين، وأن يشار للعقوبات التي تترتب على أي طرف متهم بسـوء المعاملة وما يترتب على ذلك من ضرر، ولا شك أن هناك أخطاء من عاملات المنازل ـــ كما نسمع عنها في الصحف ـــ وربما كان هذا بسبب تكليف العاملات بعمل ليس من طبيعة عملهن وتخصصهن مثل العناية بالمعوقين أو المرضى. ونعود الآن لإكمال ما سبق أن بدأناه لإكمال الحديث عن أسماء المفوضين السامين لحقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة ونكمل ذلك في الحلقة القادمة (153).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي