أسماء المفوضين السامين لحقوق الإنسان

تحدثنا في المقال السابق عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان ومتى تم إنشاؤها، وكان من أهم الأسباب الطلبات المتكررة من المنظمات غير الحكومية التي تهتم بحقوق الإنسان بجانب مجموعة من الدول التي طالبت بالمفوضية المذكورة، كما أشرنا إلى أهم واجبات ومسؤوليات تلك المفوضية التي تتركز بتعزيز وحماية حقوق الإنسان لجميع الناس من خلال برامج الأمم المتحدة وهيئاتها ومعاهداتها وكل الآليات والوسائل التي تمتلكها الأمم المتحدة، والآن نكمل ما تبقى من:
مسؤولية وواجبات المفوض السامي
•يقوم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بتشجيع الدول للتفاهم والحوار حول أهمية بناء قدرات وطنية حكومية وغير حكومية في مجال حقوق الإنسان في تلك البلدان، وخاصة التي تعاني من ضعف تلك القدرات؛ حتى يتم تعزيز وحماية حقوق الإنسان وتصبح تلك القدرات أكثر فعالية ومصداقية.
•كما يسعى المفوض السامي إلى تقديم الخدمات الاستشارية والمساعدة التقنية عند طلبها من الدول ذات العلاقة، بجانب قيام المفوض بتشجيع الدول وحكوماتها لتطوير المؤسسات الوطنية التي تعمل في مجال حقوق الإنسان لتصبح أكثر نشاطاً وقوة.
كما سعت المفوضية السامية إلى إنشاء مكاتب إقليمية لمتابعة تنفيذ المعايير الدولية لحقوق الإنسان تدريجيا على الصعيد القطري، سواءً من الناحية القانونية أو الممارسة العملية مع متابعة كل توصيات هيئات الأمم المتحدة المشار إليها في المعاهدات المتعلقة بحقوق الإنسان؛ حتى تصبح تلك الحقوق أكثر تعزيزاً وحماية من الانتهاكات، ومن الجدير بالذكر أن نشير لأسماء وخلفيات من تقلدوا منصب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وأولهم كان خوسيه أريالا - لاسو الذي تدرج في الخدمة الدبلوماسية في إكوادور وتقلد المنصب في عام 1994م، وكان أول شخص يعيّن في المنصب وخلفته في المنصب عام 1997م ماري روبنسون رئيسة إيرلندا السابقة التي كانت مسؤولة عن برنامج حقوق الإنسان للأمم المتحدة في فترة الإصلاح الإداري الهيكلي للأمم المتحدة، وبعد تعيينها تم إدماج موظفيها وموظفي مركز حقوق الإنسان في مكتب واحد هو مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وتحت قيادتها تم تجهيز المفوضية لمواجهة التحديات القائمة والناشئة في مجال حقوق الإنسان؛ لتكون أكثر فعالية ونشاطاً لتسعى لنشر ثقافة حقوق الإنسان عالمياً؛ مما يؤدي لاحترام تلك الحقوق والحريات الأساسية للإنسان والالتزام بها دولياً، ثم كان الشخص الثالث الذي تقلد المنصب المذكور هو سيرجيو نيبرا دي ميللو وذلك في 12/9/2002م، الذي تميز بخدمته الرائعة في الأمم المتحدة، حيث عالج أكثر القضايا صعوبة وتعقيداً في المجال الإنساني للحفاظ على الأمن والسلام في العالم، وفي أيار (مايو) 2003م طلب منه الأمين العام للأمم المتحدة أن يتمتع بإجازة ويغير محيط العمل لمدة أربعة أشهر؛ تقديراً لجهوده والتحديات التي تعرض لها وأن يعمل في تلك الفترة ممثلاً خاصاً للأمين العام في العراق ولكنه وللأسف الشديد قتل في حادث مأساوي في يوم 19/8/2003م، واستمرت المفوضية تعمل بقيادة المفوض السامي بالنيابة بيرنرن رامشرام القادم من غانا حتى تم تعيين المفوض السامي الرابع، وفي الحلقة 149 المقبلة نكمل بقية أسماء المفوضين الساميين للأمم المتحدة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي