خسَّرتينا الأهم يا «آسيا»

لا شك أن الأربعاء الماضي كان يوما سيئا للرياضة السعودية على مستوى الأندية، وهو امتداد لما سبق من إخفاقات على صعيد كبير القوم المنتخب الأول، والخوف من الاستمرار على هذا الحال متى ما كانت العاطفة هي المسيرة لكثير من القرارات التي يجب أن تكون الدراسة والتحليل قبل إطلاق كثير من القرارات.
على المستوى الآسيوي الشباب تعرّض لبعض القرارات الغريبة من التحكيم في ذهاب مباراته، والهلال لم يكن بأفضل حال، والاتحاد الآسيوي ليس فقط السيد محمد بن همام، فهناك الكثير من اللجان التي تعمل كل حسب صلاحياته، فلن يكون رئيس الاتحاد الآسيوي من يحمل اللوم على مستوى بعض حكام القارة، وعلى بعض تجاوزات البعض، وعلى تقسيم البطولة إلى سنتين من عمر الإنسان بقرار قد يكون الأكثر غرابة لدى من هم شهود على عصر تطور آسيا كرويا، فعلى سبيل المثال للشرق الحظ الأوفر على الغرب، فالفرص بالتأكيد بهذا الوضع غير متساوية.
ما يهمنا في هذا الموضوع تسبب الكرة الآسيوية بكثير من جدولتها وأنظمتها بشكل مباشر في عدم الاستفادة من محترفين تم استقطابهم ودفع المبالغ الكثيرة من أجل الاستفادة منهم لبطولة آسيا، التي (تستعصي) على الهلال، فلا يوجد نادٍ على مستوى القارة تم تجهيزه بمبالغ كبيرة كما حصل لنادي الهلال، ومع كل ذلك لا يحصل عليها، وبهدوء تكتشف أن رادوي لم يستطع اللعب مع ناديه بسبب الاتحاد الآسيوي، وتكتشف أن أندية الشرق تصل إلى آخر المراحل من دورياتها وأندية الغرب ما زالت ببدايتها، وتكتشف أن ما يصرف على كثير من الأندية أكبر من ما يجب في ظل هذا الوضع القائم متى ما تم العمل من قبل لجان الاتحاد الآسيوي على التطوير، وعلى تجهيز حكامهم، وعلى إيجاد الفرص المتساوية ما بين الشرق والغرب، فإن البطولة لن تكون بهذا (الاستعصاء)، لأن أنديتنا تستطيع الحصول عليها بأسهل من مما كنا نتوقع، وما قام بعمله ناديا الشباب والهلال بكل صراحة من تجهيز وتوفير إمكانات أكبر من البطولة الآسيوية التي تأهل لمباراتها النهائية فريقان لا يصلان في حال تساوي الفرص حتى لدوري الثمانية، لكنها بطولة آسيا العجيبة.
آسيا تسببت علينا بخسارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد، فلا يمكن لنا التنازل عن شخصية بقامته، وبعمله، وبفكره، من أجل أنه لم يحرز بطولة آسيا، إلا إذا كان من أجل تحمل تبعات أخطاء الآخر، فرئيس الهلال هو من جلب مدربا ولاعبين من أصحاب الأسماء الكبيرة، وهو مع فريقه من استطاع تحطيم الأرقام القياسية لحضور جماهيره، وهو بعمله من جعل أغلب القنوات الرياضية تلاحق كل صغيرة وكبيرة، وإن شئت جعلوا الصغير كبيرا لأنه استطاع أن يوصل فريقه إلى أعلى المراتب آسيويا، وهو من جعل فريقه هناك في الأمام، وأخطاء الاتحاد الآسيوي لا تريد ذلك، وبسببهم هو أراد الانسحاب، ولأن محمد بن همام اعترف بأنه ما زال لديه الكثير من أجل التطوير، فإن ما قام به رئيس الهلال كان يجب أن يكون مثالا يقتدى به من قبل اتحاد آسيا لنشره على كثير من أنديتهم، وأن لا يكون الحصول على البطولة في هذه الحالة سببا وحيدا من أجل الحكم على نجاح أو فشل العمل الإداري.

خاتمة:
الشعبية هي أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك كما يحبونك عندما تتسلمه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي