دَين في ذممنا

إننا نستظل هذه الأيام في أفياء وارفة، ونعيش فرحة ذكرى غالية في نفوسنا جميعًا، ذكرى اليوم الوطني الثمانين، ذلك اليوم الذي انتقلت به هذه البلاد المباركة وبتوفيق الله تعالى على يد المؤسس الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه - من ظلمات الجهل والاقتتال إلى نور العلم والوحدة والتلاحم في ظل دولة أضحت منارًا من منارات التقدم والحضارة، وما كان ذلك ليتم في ظل الفرقة والخلاف والجهل، فجدير بنا ونحن نستلهم هذه الذكرى الطيبة أن نحمد الله تعالى، وأن نشكر كل من أسهم في بناء هذا الصرح الشامخ، الذي بناه الآباء والأجداد، وواصل بنيانه الأبناء والأحفاد منذ الانطلاقة الكبرى والإشراقة العظمى التي شهدتها أرض الجزيرة العربية على يد الملك المؤسس مرورًا بأبنائه المخلصين الذين ساروا على نهجه الواضح في بناء هذه الوحدة المتينة.
إن مملكتنا الغالية قامت على منهج قويم، وصراط مستقيم، مستمدة عظمتها من عظمة دستورها، ومن عزم رجالها، في ملحمة بين الروح والجسد، وبين الدين والسياسة، وانطلقت شامخة في هذا العالم، ثابتة مثبتة مدى الوفاء في ولاتها، ومدى الولاء في أبنائها، في صورة أثبتت للعالم أجمع متانة هذا البلد الأمين الذي لا مجال في حياضه المنيعة لطامع أو حاسد أو معاند، لقد أثبتت المملكة العربية السعودية – حرسها الله – ممثلة في ولاة أمرها – حفظهم الله – وفي أبنائها المخلصين – وفقهم الله – أنها تجمع بين أصالة القيم والعادات، وبهاء الحضارة ورونق التقدم، حتى أضحت هذه الأيام حقلا يستنبت الأشجار الباسقة الطيبة، وأضحى البلد من شرقه إلى غربة ورشة عمل متكاملة على مدار الساعة، من أجل تبوّؤ مكان في الصدارة في هذا العالم المليء بالتنافسية في شتى المجالات.
لقد واصلت هذه البلاد المباركة رقيها وفق منهج ارتسمه ولاة أمرها، حتى غدت في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز صرحًا متكامل البنيان، حافلا بمسيرة التنمية والعطاء، ولا غرو فقد بذل لها المليك العادل الوسائل المهمة لبلوغ الغايات، منذ أن شرُفت البلاد بمبايعة المليك العادل الذي أقسم فبر، ووعد فأنجز، والتاريخ أفصح وأصدق وأوثق شاهد على إنجازات الرجال التي أسهمت في صناعة فصوله، والتي سترويها الأجيال المتعاقبة قصة مجد حافل بالوفاء، وإخلاص مكلل بالعطاء.
حفظ الله لهذا البلد الكريم رجالاته الأوفياء البررة الذين ساروا على خطوات آبائهم الثابتة، وحفظ الله علينا نعمة الإيمان والأمن والوحدة، وكفانا بكنفه أعين الحاسدين، وألسنة الحاقدين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي