(المتهم) بيسيرو

الحديث عن أحوال المنتخب وقراءة المستقبل لا يرتبط بزمن أو وقت محدد بل باستطاعة كائن من كان التطرق له والحديث بأدق التفاصيل بمناسبة وبدون مناسبة العذر لذلك الغيرة والبحث عن مصلحة الوطن هذه الكلمة المطاطية التي تخول للجميع جعلها مستندا وإخراجها متى شاء وإيهام الجميع على القدرة بمعرفة بواطن الأمور، وإن أردت يستطيع رمي التهم جزافا، ولكن في حالة المنتخب لا يستطيع رمي أي تهمة إلا إلى صوب مدرب المنتخب ووصفه بأوصاف يخيل بإحدى أمرين أولهما عدم الإلمام للقائمين على الاختيار أو أن بالفعل لأنجد الحظ مع المدربين.
أتفهم ذلك لو كانت المقارنة لعدد قليل من المدربين، ولكن أن يصل العدد لأكثر من 35 مدربا منذ عام 1984 حتى يومنا هذا ونحن ننظر بأدق التفاصيل بعمل المدربين من الجميع حتى أصبح اسم المنتخب السعودي يشكل هاجس حذر لأي مدرب قبل مجيئه، فهذا هو الألم والجرح الذي يكبر مع الزمن.
الكلام بهذا الموضوع لم يأت من فراغ بل إن هناك حديثا كثيرا تم تداوله أخيرا في برنامج فوانيس ومع الأسف من أشخاص الواجب أن تكون نظرتهم أكثر عقلانية هناك من قال إن السيد بيسيرو سبب بعدم التأهل لنهائيات 2010 وهناك من قال إن المنتخب السعودي أكبر منه ومنهم من اتهمه بمحاولة (تكويشه) على المنتخب الأول والأولمبي مع التهميش لمرحلة سوداء كنا نعيشها قبل مجيئه بسبب عمل من سبقه وعن معسكر معد مسبقا حتى قبل مجيئه وعن خطط قد لا يشارك في الموافقة عليها وبعد ذلك لا نجد إلا المدرب كي نضعه في قفص الاتهام المحكوم عليه مسبقا حتى قبل أن تطأ قدماه أرض الرياض.
السؤال المفروض أن تكون الإجابة عنه لماذا على مر التاريخ لا يستمر معنا المدربون سواء من حصلوا على إنجاز أو من لم يعطوا الوقت من أجل العمل؟ لماذا جميع الأحكام تسبق الأعمال؟ قد يكون السيد بيسيرو ليس بمنتهي الطموح لدى البعض فكيف كان في يوم من الأيام ضمن الكادر التدريبي لفريق كبير إن لم يكن من أكبر الأندية العالمية ريال مدريد؟ وكيف يكون السيد كالديرون غير مناسب وهو من عمل بمحطات تدريبية كثيرة بعد تجربته مع المنتخب السعودي واتضح نجاحها؟ وكيف بباكيتا وهو من حصل على كأس العالم مرتين ليسوا مناسبين؟ وهكذا نكون في جميع تلك المراحل نخرج من مرحلة وندخل الأخرى من غير أن نعرف الإجابة.
يا سادة لا يوجد منتخب بالعالم ناجح أو يسعى للنجاح إلا وتكون نظرية استمرار المدرب لمدة زمنية طويلة سببا لاكتسابه الثقة بنفسه أولا ومن ثم تكون بيئة العمل أكثر صفاء وهدوءا من أجل عمل موصل للنجاح، فدعوهم يعملون، فليس من المعقول أن تكون هذه المرة الحكم يأتي بعد (أربع مباريات رسمية) فقط!!!.
باختصار
- كل الأماني للهلال والشباب بالوصول إلى نهائي آسيا.
- حسن العتيبي من أفضل حراس المرمى، ولكن معضلته الوحيدة أنه أتى بعد محمد الدعيع، والكل يطالبه ليكون دعيع آخر مع العلم بأن محمد الدعيع لا أعتقد أنه يتكرر.
- ثقافة مساندة ممثل الوطن وتوحيد الميول هي التي تستطيع كسر (حالة التعصب) البغيض ورفع شعار اسم الوطن أولا.
- متى ما كان جيريتس ورجاله كما كانوا أمام بودينكور فهم الأقرب إلى آسيا.
خاتمة
كل عام والأمة الإسلامية أكثر قوة وبخير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي