الخطوط السعودية ومشكلة الموسمية

اضطررت إلى حضور اجتماع في بيروت في منتصف رمضان وعدت إلى الرياض في يوم العمل الذي يليه. كانت هذه الرحلة فرصة جيدة حيث ركبت وللمرة الأولى طائرة ''السعودية'' الجديدة الإيرباص A320 التي انضمت إلى أسطول ''الخطوط السعودية'' أخيرا. كان تأثيث وتقسيم مقاعد الطائرة مميزا تشكر عليه ''السعودية''، ولو أن المقاعد الجلدية (رأيي الخاص) أكثر تكلفة للصيانة من أغطية القماش التقليدية. ويعرف المختصون أن هذه الطائرة أو منافستها NGـ737 هما الأولى بدخول أسطول الخطوط السعودية قبل 15 سنة وليس الآن كبديل لطائرات 737 التقليدية. إلا أن ظروفا معينة أتت بالطائرة 90ـMD التي لم تلق نجاحا في العالم. كانت رحلة بيروت مثالا واضحا للمشكلة الموسمية لدى ''الخطوط السعودية''، فبعد موسم صيف ساخن أثار سخط الصحافة بشكل لم يسبق له مثيل على عدم إدارة ''السعودية'' رحلات الصيف بفاعلية وعدم وجود مقاعد شاغرة.
في رحلة الذهاب كان على متن الطائرة عشرة ركاب فقط! من أصل 150 مقعدا، وعلى رحلة العودة وفي الطائرة نفسها كان هناك فقط 15 مسافرا. من الطبيعي أن هذا الوقت من السنة لا يشهد حركة سفر من وإلى بيروت ولكن هذا يدل على بقاء مشكلة تدني نسبة الحمولة Load Factor لبعض الوجهات وسوء إدارة الأسطول. ظاهرة الموسمية تتعرض لها أغلبية الخطوط الجوية في العالم، حيث التفاوت في الطلب على السفر الجوي بين الشتاء والصيف. الموسمية تؤثر كثيرا في عامل نسبة الحمولة التي بدورها المؤشر الأول على قوة عائدات أي خطوط جوية، ولذلك تطبق الخطوط الناجحة منهجيات (إدارة العائد) كي تجذب أكبر عدد من المسافرين من خلال تقديم تعرفات مرنة لأسعار التذاكر عن طريق التواصل الدائم باستخدام أدوات الاتصال التسويقي الحديثة. المزيج الحالي لأسطول ''الخطوط السعودية'' سيعطيها مزايا مستقبلية للتعامل مع تقلبات سوق السفر الجوي الموسمية. ففي رمضان مثلا تستطيع تشغيل طائرات الإمبراير إلى بيروت وغيرها واستغلال الإيرباص الجديدة بقدرتها على الوصول إلى دول إقليمية ودولية في العالم الإسلامي للاستفادة من مئات الآلاف من المعتمرين خلال شهر رمضان المبارك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي