خلوه يسورب ........ سوربه 2

ونبدأ بجارنا المؤذي الذي يفتح البزبوز ( واللي ) على آخره كل يوم خميس وجمعة، ويخلي المياه تسيل من منزله وحوشه حتى تعدي نصف كيلو، وتمر علي ثلاثين منزلاً حتى تصل للمسجد .. وهو مؤمن أن عين الوزارة والبلدية لا تراه في هذين اليومين، ولكني أؤكد له أن عين الله وخلقه تشاهد أعماله السيئة، وأنه يخالف ما حث عليه ديننا من أن إماطة الأذي عن الطريق صدقة، وأسأل الله له ولغيره الهداية والإحساس بأهمية الماء الذي يكلف الدولة (هاك القيسه) من الريالات للتر الواحد بحيث إنه لو اشترى وآيتا واحداً من الماء لكلفه نحو 74 ريالا من وايتات الوزارة المدعومة بعد انتظار قد يصل إلى ساعات وأيام والتي قد ترتفع إلى 300 ريال للوايت إذا كان من المتعهدين الموردين للمياه .
ويرحم الله أمير المؤمنين هارون الرشيد، الذي ملك الدنيا، وكان يغزو عاما ويحج عاما، فقد روي أنه جلس ذات يوم فعطش، فطلب الماء فلما احضر الكأس قال له قاضي القضاة: يا أمير المؤمنين، لو أنك منعت هذه الشربة، ماذا ستفعل؟ قال: سأدفع نصف ملكي. فأعطاه وشرب، ثم قال له: يا أمير المؤمنين، لو منعت هذه الشربة من الخروج ماذا ستفعل؟ قال: سأدفع نصف ملكي، قال قاضي القضاة: تبا لملك لا يساوي شربة ماء.
وأعود لمقالة أمس الأول الخميس فأقول: إنني لا أترك الدش يصب بكامل قوته وانتشاره إلا إذا سافرت، خصوصا إلى بلاد الغرب والأمريكتين نكاية بهم، ولوفرة الماء التي حباهم الله بها من فوقهم (الأمطار) ومن تحتهم (الأنهار والبحار) فهناك أتمني لو أترك الدش حتى بعد الانتهاء من استخدامه، ولكنني أراها نعمة يجب عـدم إهدارها حتى لو كانت تخصهـم(الله يخسهم ما قدروها حق قدرها). وعلى العموم فهذا هو السر في أسفاري الدائمة لبلادهم أو لأي بلاد ماؤها غزير ووفير علشان آخذ دش ساخن على راحتي وعلى كيفي بأقصى قوة وانتشار للماء الساخن .. وأنصح باستعمال خلطة الشامبو مع الكوندشينر مرتين في الأسبوع فقط ؟
(ومن لم يجد فيكتفي بالسدر) واللي ما يقدر مرة واحدة في الأسبوع أو في الشهر.. كلٍ على قدر همته واستطاعته؟
وأطلب من رؤساء تحرير صحفنا على مختلف اهتماماتها .. التي تصدر من الداخل والخارج، أن يخصصوا صفحة أسبوعية مجانية في جرائدهم ومجلاتهم لنشر إعلانات توفير المياه التي تصدرها وزارة المياه .. وأرجو أن توضح لنا الوزارة .. ما ذكرته في أحد إعلاناتها، كيف أن غسالة الملابس التي فتحتها من فوق أفضل من الغسالة التي فتحتها من الأمام .. وأن فتحة الباب من فوق توفر 50 في المائة كهرباء و40 في المائة مياه، واطلب منهم أن يخاطبوا الجمارك ووزارة التجارة بمنع استيراد الغسالات ذوات الفتحات الأمامية. وأما من سبق واشترى، فيتم تعويضه عنها بغسالات ذوات فتحات علوية. وحيث إن عنوان مقالتنا(خلوه يسورب .... سوربه) وإن كان أحدهم من ثقال الوزن وخفيفي الدم قد قرأها .. خلوة سوري بسوريه .. فهذا فهمه، أو هذا فكره، ونأخذه على قد عقله !.
وفي الختام، فإنني أدعو صحفنا ووزارتنا لتبني حملة كبيرة تحت عنوان "خلوها تسورب" لتشد أزر "خلوها تصدي".
وسلامتكم ..

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي