مليونيراتنا .. ومليونيراتهم مليارديراتنا .. ومليارديراتهم
تحت عنوان المليارات الوفيرة .. (الأمل أن يكون عطاء جيتس وبافيت نموذجا للأثرياء في كل مكان).
طالعنا في “الاقتصادية” يوم أمس ترجمة لافتتاحية بالإصدار الخاص مع صحيفة “فاينانشيال تايمز”، وموضوعي اليوم تبكيت لأثرياء الغرب المتخلفين الذين لم ينتبهوا لأهمية وحتمية العطاء والتبرع والسخاء إلا بعد 1431 عاماً أي عام 2010م.
والافتتاحية تقول إن جيتس وبافيت أقنعا 40 من مليارديرات أمريكا بتكريس نصف ثرواتهم على الأقل للأعمال الخيرية. أيا بخلاء وتعساء بس 50 في المائة من ثرواتكم. ليش مش 80 في المائة ولا 90 في المائة لأنك يا جيتس ما عندك إلا طفلة واحدة، وبافيت لم نسمع إطلاقاً أن عنده أي طفلة أو طفل. ومن المعلوم أن ثرواتهم قد تحققت على حساب أكتاف وعيون وآذان وبطون أطفال العالم؟
يا عيباه بس 50 في المائة زودوها شوي، أنتم في أمريكا عندكم 50 ولاية وكل ولاية تنطح ولاية تجيب لكم مليار دولار كل سنة أي 50 مليارا للواحد منكم كل سنة؟ وتمضي الافتتاحية لتقول (ومن الأفضل للمليارديرات التنازل عن نسب كبيرة من كنوزهم بدلاً من تركها كلها لذرياتهم. لقد أتيحت لهم فرصة مراكمة؟ ثروة هائلة ومن الصواب أن يتجاوزوا بتلك الامتيازات إلى ما وراء سلالة الذات) أي والله سلالة الذات وأي سلالة، باريس هيلتون مثلاً ... وأمثالها اللي كل يوم طالعة علينا بموضة وتسريحة، حتى إنها حلقت شعرها على الصفر .. ما تدري يا عيني وش تسوي بنفسها ولا بقروشها .. آسف ملايينها .. آسف ملياراتها!!!!
والأدهى من ذلك والأطم .. أن بعضهم عن طريق ما وراء سلالة الذات هذه يورث الكلاب والقطط .. هل هذا حفظ لسلالة الذات أم ماذا .. العلم عند الله.
وسنعود لهذه النقطة بالتفصيل والتبكيت والتنكيت، ولكن بعد رمضان - إن شاء الله.
وتمضي الافتتاحية قائلة (والأمل هو أن عدداً متزايداً من المليونيرات والمليارديرات في آسيا والشرق الأوسط سيتعلمون من نموذج جيتس وبافيت!! وتظل هناك فجوة كبيرة بين العطاء الخيري في الولايات المتحدة وغيرها).
يا حليلكم يا أمريكان .. تبون تعلمون الدنيا وأنتم عمركم وبلدكم وقاراتكم لا يتجاوز 500 سنة وحنا عندنا حضارات عمرها سبعة آلاف سنة على لسان محمد الفايد عندما رفضوا إعطاءه الجواز الإنجليزي (مع أنه وعد بالتبرع بأكثر من نصف قيمة بيع هارودز).
(وهذا الموضوع – إن شاء الله – بعد رمضان يحتاج إلى صفحة كاملة) وسلامتكم.
أحكام إلهية:
“مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم”. (261) البقرة.
“الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون” (262) التوبة.
“والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم (34) يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم، هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون” (35) التوبة.