«معمعة» الفيسبوك
البروفيسور البريطاني من Oxford روبين دونابارprofessor Robin Dunbar في كتابه: How Many Friends Does One Person Need 2010 يؤكد إلى أن دماغ الإنسان يمكن أن يضم ويحتفظ بحد معين من العلاقات المستقرة من الأصدقاء يتناسب مع إمكاناته وحجمه وبالخصوص the neocortex وحدد العدد بـ (150) فقط وأطلق على هذا الرقم لاحقاً رقم دونابار Dunbar›s number.
ومما يثير الدهشة أن عدد الأصدقاء اليوم تضاعف بوجود موقع الفيسبوك وغيره إلى آلاف، ولكن البروفيسور دونابار يؤكد أن الموارد الرقمية ساعدت كثيرا على التواصل ولكن فشلت في أن تكون بديلا عن العلاقات وجها لوجه في عالم اللحم والدم.
ويعد الفيسبوك اليوم من أكبر المواقع الاجتماعية الافتراضية على شبكة الإنترنت مع نحو 500 مليون مستخدم حول العالم، وتأسس في عام 2004 من قبل طالب جامعة هارفارد مارك زوكربيرج Mark Zuckerberg، والشركة تجد نفسها على نحو متزايد في وسط نقاش متوتر بشأن خصوصية البيانات الشخصية.
وتشير مطالعات سريعة لصحيفتي:
The New York Times & The Wall Street Journal إلى أن استثمارات الفيسبوك منذ تأسيسها ارتفعت إلى نحو 600 مليون دولار. ونمو الشركة السريع واكبته ضجة خلافات.. مثلا ثلاثة طلاب آخرين من جامعة هارفارد قالوا إن الفيسبوك كانت فكرتهم الأصلية وأنهم كلفوا زوكريبرج لكتابة رمز للموقع ولكنه أخذ الفكرة وأنشأ خلسة شركة منافسة، علما بأن الفيسبوك نفى ذلك قضائياً .. وفي شباط (فبراير) 2009 عندما قام الفيسبوك بتحديث شروطه وتعليماته تم حذف التعليمات التي تقول إن للمستخدمين حق إزالة محتوياتهم في أي وقت، وعلاوة على ذلك أضافت الشركة أنها ستحتفظ بمحتويات المستخدمين.. وبعد موجة من عدم الرضاء من مستخدميها سحبت الفيسبوك التغيرات على شروط الخدمة.
في أيار (مايو) 2010 عكس اكتشاف خلل قد يعرض المعلومات الخصوصية للاطلاع شعورا بصعوبة الثقة بالخدمة في حفظ المعلومات الشخصية بالرغم من أن الشركة تحركت بسرعة لسد هذه الثغرة الأمنية.. وقبل شهر من ذلك الخلل، كشف زوكربيرج عن خطط لبدء تبادل معلومات المستخدمين مع بعض مواقع الإنترنت، وبدأت الفيسبوك بمطالبة المستخدمين بربط المعلومات في صفحات ملفاتهم الشخصية مثل هواياتهم وبلداتهم على النحو الذي يجعلها معلومات عامة قابلة للنشر والتوزيع .. كما أن الشركة قامت بتغيير نهجها في الخصوصية، فقد قدمت طرقا جديدة لضبط بيانات الخصوصية الخاصة بالمستخدمين ولكنها معقدة، مما ترك عديدا من المستخدمين يصابون بالإحباط وغير متأكدين ما هي المعلومات المتاحة ولمن.
الخبراء والمحللون يسألون عما إذا كانت الشركة تسير في الاتجاه الذي قد يسيء إلى سمعتها على مر الزمن .. كما تتضارب الآراء كثيرا حول ظاهرة الفيسبوك الذي أصبح واقعا في حياتنا اليومية وحقق التواصل مع الآخرين وتبادل المعرفة .. وثمة حكايات تسرد عن لقاءات تمت بين أصدقاء قدامى اجتمعوا بالصدفة على الفيسبوك. والبعض يرفض الفيسبوك لانعدام الخصوصية إذ يمكن لأي كان أن يتجول على الصفحات الشخصية لكثير من الناس والتجول فيها .. ويبقى القول، إن الجدل حول ظاهرة الفيسبوك سوف يستمر طويلا لوجهات نظر عديدة لا تخلو من صحة.