من يجرؤ على 2 من 2
استكمالا لما كتبته في الأسبوع الماضي عن أهمية خوض التجربة في استضافة كأس العالم 2026، فقد كنت أعتقد أن المقصود من الطرح واضح للجميع، لكن يبدو أن هناك من اعتقد أنني أتحدث عن عدم قدرة المملكة على استضافة أحداث كروية كبيرة مثل كأس العالم وكأس آسيا، وبحكم أنني مساير للحركة الرياضية في المملكة منذ 35 سنة، على الأقل حضورا ومتابعة، وفي جزء منها مشاركة كإعلامي وكإداري، أقول: إن المملكة إذا ما رغبت فإنها قادرة على استضافة أي حدث رياضي وغير رياضي، والدولة - أيدها الله - تدعم هذا القطاع بقوة، والإيرادات التي يتحصل عليها اتحاد القدم أيضا لها وزنها وقيمتها، وعندما رغب الأمير فيصل بن فهد - يرحمه الله - في استضافة كأس العالم للشباب سخَّر إمكانات الاتحاد وبدعم من الحكومة وكانت من أفضل البطولات للشباب في تاريخ فيفا، وهذا حدث قبل واحد وعشرين عاما تقريبا، ثم بعدها بثلاث سنوات اقترح فيصل بن فهد بطولة عالمية جديدة هي بطولة القارات، وتم اعتمادها في روزنامة فيفا عام 1997، وأصبحت بطولة رسمية ثامنة يشرف عليها فيفا. أنا هدفت في طرحي إلى تطوير العمل الرياضي الكروي من خلال خوض تجربة إمكانية استضافة كأس العالم كمشروع حيوي اقتصادي كبير، وإلا أنا وغيري نعرف أن ما تقدمه الدولة للشباب الرياضي أكبر من المردودات المالية للبطولة نفسها؛ ولذلك الهدف كان أشمل وأعم من حيث تطوير العمل الرياضي الكروي من خلال منهجية طويلة المدى، حتى كأس آسيا لو رغبنا في استضافتها فلن تكون أصعب من استضافة كأس العالم للشباب التي استضفناها سابقا، أنا هدفت للترويج والدخول أكثر في العمل الاحترافي وتطوير البنية التحتية واستغلال الموارد كافة وفق منهجية طويلة المدى، نحن نحتاج إلى تحديد الأهداف لنتمكن من تحقيقها، نحتاج إلى بناء خطط خمس سنوات أو عشر آو عشرين، وأن تكون كل الأحداث والأعمال الموسمية جزءا من الخطة أيا كان مداها.
ولدينا مثال بسيط وحي ويحكي خوض تجربة معينة، وهذا المثال هو هيئة دوري المحترفين، حيث كانت هناك متطلبات من قبل الاتحاد الآسيوي، وعندما وضعت في خطة تم تنفيذها وبسرعة عالية جدا، وعلى سبيل المثال كراسي المدرجات أو البوابات الإلكترونية أو بيع التذاكر إلكترونيا أو إعداد الميزانيات التجارية في الأندية أو.. أو.. أو.. مع العلم أن الذين قاموا بهذا العمل مجموعة بسيطة من الأشخاص برئاسة الأستاذ محمد النويصر المدير التنفيذي للهيئة.
دولة مثل المملكة العربية السعودية بقوتها السياسية والاقتصادية وكوادرها البشرية وخبراتها ومكونات شعبها العظيم تستطيع استضافة كل بطولات فيفا في وقت واحد متى ما كان لديها الرغبة، ودولة تستضيف ثلاثة ملايين حاج في وقت محدد ومكان محدد وتقوم على خدمتهم وتبذل مليارات الريالات والدولارات في سبيل ذلك لن يعجزها استضافة عدد من المنتخبات وتأمين ملاعب وجماهير وتقنيات واتصالات ومواصلات لاستضافة المونديال؛ ولذلك أتمنى أن نخوض التجربة وأن نشارك العالم في مثل هذه الفعاليات وتكون الفائدة مزدوجة، حيث نطور العمل الرياضي ونجعل اسم الوطن رائجا على مدى سنوات عدة في وسائل الإعلام الغربي والعربي، وهذا بحد ذاته شيء مهم للوطن.
أطروحات
• البرامج الرياضية المرئية إذا اعتمدت على أناس ليس لديهم القدرة على إقناع المشاهد أو تقديم إضافة حقيقية للمتابعين، فالأفضل أن تتوقف.
• لكي نتطور لا بد من مشاركة الشباب في العمل الرياضي الفني والإداري، نحتاج إلى صناعة أجيال شابة في الاتحادات والأندية والتقنية تتسارع بشكل خرافي، ومن تجاوز الخمسين لا يمكنه استيعاب التحولات السريعة فليس لها إلا جيل سن الثلاثينات، نحتاج إلى جرأة في إعطائهم الفرصة.