تحدى شخصك القديم
ألا تجد أن لبعض الأشخاص تأثيرا قويا على الآخرين يفوق غيرهم؟ هل هي موهبة خاصة يحرزها القلة من البشر أم أنها مسألة انتباه واجتهاد ومثابرة في التصرف بسلوك واستجابات معينة؟
يبدو أنه من المريح لنا أن نفهم الأمر على أنه محصور في أناس مخصوصين واستثنائيين، نعجب بنفوذهم ونتهيب حضورهم ونحسدهم، دون أن نفكر في القيام بأية محاولة جادة لاستغلال طاقاتنا في إحداث تأثير قوي لشخصياتنا كذلك، فعلى الرغم من قدراتهم الفائقة في التأثير إلا أنه ليس سحريا ويمكن تعلمه عبر زيادة الغوص داخل أعماق الذات واستكشاف الطاقات الداخلية.
هناك اختلاف بارز بالطبع بين امتلاك قوة التأثير الشخصي لإبهار وإغواء الناس، وبين امتلاكها بكل بساطة لإحداث نتائج إيجابية طيبة في المحيط الخاص بنا، لأن تأثيرك هو عملتك الشخصية التي تعتمد بصورة كاملة على قدرتك في صناعة انطباع أولي جيد ودائم.
يمكننا تشبيه عملية التأثير الشخصي كموجات دائرية صغيرة على صفحة مياه إحدى البحيرات، فبعضها سيكون قويا جدا ويمتد بعيدا بينما سيكون للبعض الآخر تأثير محدود في مكانه فقط، ومع أن كثيرا من المجلات تغمرنا بنصائحها حول أساسيات المظهر ودوره الكبير في صناعة الانطباع، لكنها لا تتعامل مع الأسباب العميقة لهذا الأمر، التي تتعلق بتطوير إرادتك نحو تجريب أفكار جديدة واستكشاف أنماط سلوكية جديدة والعثور على طرق لرفع مستوى وعيك الذاتي بقوة تأثيرك الشخصي ومدى انتشار موجاتك، وذلك يتضمن ملاحظة مدى تأثيرك في الآخرين وتأثرك بهم ودرجة وعيك بما يحدث حولك، وشجاعتك على أن تتأمل نفسك بهدوء وموضوعية، وأن تتفحص وتحلل شخصك الداخلي بكل ما فيه من عيوب، مما يمكنك من تقبل تقييم الآخرين لك دون أن ينتابك الضيق أو تشعر بالتهديد الشخصي، حيث ستلعب عملية تنميتك الوعي الذاتي دورا كبيرا في صناعة تأثير إيجابي لك على الآخرين، لأنك ستبدأ في تحكيم نقاط قوتك وتقلل من مدى فاعلية نقاط ضعفك، كما ستتيقظ حواسك لرؤية الكيفية التي يؤثر بها سلوكك في الآخرين والأسلوب الذي يستجيبون لك به، وستصبح أكثر ترحيبا بتلقي التغذية الراجعة من الآخرين بشجاعة تحفزك لمزيد من التطوير في إحداث التأثير. وتأكد أنك كلما تحديت ذاتك القديمة سوف تحدث لك أشياء عظيمة.