جائزة الأمير محمد بن فهد لخدمة أعمال البر
قبل عقد من الزمان أطلق الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس إدارة جمعية البر في المنطقة الشرقية (جائزة الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود لخدمة أعمال البر)، التي تعد انسجاما مع الروح الإنسانية وترجمة حقيقية لرؤية سموه وامتدادا لجسور البر والخير في هذا البلد المعطاء وإنجازاته في جوانب الفكر الإنساني. واهتمام الأمير محمد بن فهد اللامحدود بخدمة أعمال البر والخير مرتبط بأمرين هما:
الأول: أن هذا العمل امتثال لأمر الله واستجابة لتوجيهه الكريم، وأنه عمل حث عليه ديننا وعقيدتنا وشريعتنا الإسلام، فقد قال سبحانه: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). وقال تعالى: (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وقال: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ). وقوله - صلى الله عليه وسلم: (فكوا العاني وأطعموا الجائع وعودوا المريض) وقوله: (على كل مسلم صدقة، قالوا فإن لم يجد؟ قال: فيعمل بيديه صنيع نفسه ويتصدق، قالوا: فإن لم يستطع أو لم يفعل؟ قال: فيعين ذا الحاجة الملهوف)، والثاني: إن أعمال البر والخير نهج سار عليه الملك المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه، وأصل مبادئه وأهدافه وزرع فينا ثقافة العطاء، وقد ورث أبناؤه عنه هذا النهج الفريد، ومن أبرزهم في هذا المجال خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين و سمو النائب الثاني - حفظهم الله.
لقد ارتقى الأمير محمد بن فهد بقيم العمل الإنساني بأن جعله ضمن الأولويات عندما أكد سموه أن العمل الخيري في بلادنا يكتسب خصوصيته وسماته من منطلقاته الإيمانية التي يستمدها من الشريعة المطهرة التي اتخذتها هذه البلاد شرعة ومنهاجاً .. مشيراً إلى أن العمل الخيري في كثير من البلاد تحكمه الضرورة التي تدفع إليه، بينما في بلادنا عبادة يدعو إليها الدين الحنيف ويبشر الباذلين لأجلها بالبركة في الدنيا وحسن الجزاء في الآخرة. وأضاف سموه: إن ما تشهده أعمال البر من إقبال من المواطنين الذين نحتفي اليوم بتكريم كوكبة منهم هو تعبير مخلص عن طبيعة هذا الوطن وأهله الذي تصدق فيه القيادة القول والعمل لصالح الأمة ويقابلها المواطنون حباً بحب ووفاء بوفاء، ويتجلى ذلك كله في أبهى صوره وأوضحها بما يوليه سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي عهده الأمين وسمو سيدي النائب الثاني - أيّدهم الله - لأعمال البر ورعاية شؤون المواطنين جميعاً من أقصى درجات الرعاية والعناية والاهتمام. (من كلمة سموه بمناسبة حفل تكريم الفائزين في دورة الجائزة لعام 1431هـ عشر سنوات مضت على تأسيس الجائزة .. ملآى بالعطاءات وحملت في طياتها إنجازات وخطوات ثابتة ومدروسة وحققت الجائزة رسالتها في صناعة نموذج متميّز في مجالاتها المختلفة، حيث استطاعت الجائزة أن تنقش اسمها كصرح عظيم ضمن منظومة أعمال البر والخير التي نفخر بها دائماً .. بحيث يمكننا اعتبارها حقبة ثمينة ذات دلالات قوية على النهج القويم الذي تعتمده الجائزة في عملها. يشار إلى أن جائزة الأمير محمد بن فهد لخدمة أعمال البر في موسمها العاشر اعتمدت 20 فائزاً بينهم خمس سيدات، وبنسبة قدرها 25 في المائة من الفائزين، وبذلك يبلغ مجموع الفائزين بالجائزة في كافة فروعها ومنذ إطلاقها عام 1420 أكثر من 150 فائزاً من المؤسسات والأفراد. وتضم ستة فروع هي: جائزة المتبرعين من رجال الأعمال، جائزة الدراسات والأبحاث التي تخدم أعمال البر، جائزة المتطوعين في أعمال البر وجائزة المتطوعات في أعمال البر، جائزة الاستثمارات والمساهمات في مجال البر، جائزة القطاعات الأهلية والحكومية المشاركة في دعم وتشجيع أعمال البر، جائزة الإعلام والإعلان والتسويق لخدمة أعمال البر.. وتعتمد أمانة الجائزة معايير محددة وضوابط واضحة للترشيح قبل تحديد أسماء الفائزين كل عام، ويشمل ذلك أن يتم الترشيح لنيل الجائزة من قبل الأفراد والمؤسسات، ويتضمن تحديد الأعمال والمشاركات، والمسوغات التي تبرر ذلك، حيث تتم دراسة سير المرشحين وأعمالهم وإنجازاتهم في المجالات ذات الصلة بكل فرع من فروع الجائزة الستة.يبقى القول: إن هذه العجالة لن تتسع لتناول إنجازات جائزة الأمير محمد بن فهد لخدمة أعمال البر وسمو مؤسسها وراعيها الذي يختزن في داخله برامج ومبادرات لاستمرار ديمومة عمل هذه الجائزة النبيلة .. ولئن استحق الأمير محمد بن فهد، وهو الأمير الذي قرن الكلمة الطيبة بالعمل الطيب على هذه الجائزة المتميزة الدعاء والشكر والتقدير, فإننا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزل الأجر والثواب لسموه على هذا المنهل الخيري العذب الزلال.