الخدمات الطبية .. والقيم الجوهرية
القطاع الصحي في المملكة يضارع نظائره في دول العالم المتقدم، وعلى سبيل المثال فإن العملية الجراحية الناجحة التي أجريت أخيرا لفصل التوأمين السياميين الأردنيين على نفقة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز .. جعلت المملكة من أبرز المراكز الطبية العالمية التي تجرى فيها عمليات فصل التوائم من مختلف الأجناس والأديان والدول .. وحققت المملكة في مجال جراحة القلب قفزة نوعية حيث قام مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب في مستشفى الملك خالد في جامعة الملك سعود بتوقيع اتفاقية شراكة مع جراح القلب العالمي البروفيسور مجدي يعقوب ..كما نجح فريق طبي في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز في إجراء عملية قلب تعد الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، حيث استخدم الجراحون الرجل الآلي - الروبوت دون اللجوء إلى فتح الصدر.
هذا التقدم والتطور الهائل في القطاع الطبي في المملكة لم يأت من فراغ، وليس وليد الصدفة، بل جاء نتيجة سياسات تنموية متبعة منذ عقود، هذه السياسات الرشيدة هدفها إنسان هذا الوطن العزيز. بالتأكيد، كمجتمع، نحن جميعا نستفيد من التحسن في الصحة العامة وبسب ذلك نكون أكثر إبداعا وإنتاجا وعملاً .. وعند النظر في مستوى الخدمة الطبية في المملكة والبلدان المتقدمة لا نكاد نرى اختلافا.. نجد نفس مستوى الخدمة الصحية وجودتها والفرق فقط موجود في المسؤولية عن الأخطاء الطبية وآليات التعامل معها وفي كادر التمريض الذي يأخذ واجباته بجدية أكبر هناك .. وفي الحديث عن مهنة التمريض لابد من التأكيد بأنه قد تحققت خطوات ملموسة على صعيد تطوير قطاع التمريض وتحسين بيئة العمل المادية والمعنوية ورفع شأن المهنة ..لكن ما زلنا نواجه بعض التحديات والمصاعب التي نحتاج إلى تذليلها والتغلب عليها بعدة آليات منها:
* أهمية إظهار أصالة مهنة التمريض وتغذية معنويات العاملين فيها ومتلقيها.
* أهمية أن تظهر مهنة التمريض للغير خواصها المتفردة وإسهاماتها الصحية.
* أهمية توفير البيئة الملائمة للكوادر التمريضية، ومنها التوسع في برامج التعليم المستمر.
* أهمية التعاون بين القطاعات في النهوض بكفاءات الممرضين وإعداد استراتيجية وطنية لاستقطاب والاحتفاظ بالكوادر المؤهلة بالتعاون مع وزارة الصحة و منظمة الصحة العالمية.
* أهمية وضع سياسات لتشجيع الالتحاق ببرامج التمريض في الجامعات.
* أهمية زيادة الوعي بأهمية التمريض كمهنة صحية أساسية، وإيجاد سبل جديدة لتطوير التعليم والخدمات التي تقدمها المهنة.
* أهمية أن يحكم سلوك منسوبي مهنة التمريض ضوابط ذاتية من دون الحاجة إلى المراقبة.
صفوة القول، إن القطاع الصحي بكوادره الطبية المختلفة من أطباء وصيادلة وتمريض ومهن طبية مساندة صاحب رسالة إنسانية .. وممارسة المهن الصحية تخضع لمعايير أخلاقيات المهنة المتعارف عليها .. والقيم الجوهرية للرعاية الطبية مهمة جدا في عالم التمريض، وهي تتضمن عناصر عدة لعل من أهمها: المريض أولا والمصداقية والوعي والإخلاص والإبداع وترسيخ ثقافة المعرفة.