أريد أن أقلق راحتكم!
معذرة فالسطور القادمة كلها تقلق الراحة .. وتدعو إلى الخوف .. وتدق أجراس الإنذار .. وتوقظ النائمين عن الحقائق المخيفة.
وبعد هذه السطور المتوترة أقول لكم إن جيلاً كاملاً من أطفالنا .. أو ربما أكثر سيولد مصاباً بالعته .. أي بالعبط .. أي بالتخلف العقلي ونقص الذكاء.
والموضوع أن دراسة أمريكية موثقة كشفت لأول مرة ارتباطا وثيقاً بين التلوث بمختلف أشكاله والعته والعبط ومعدل الذكاء، وذلك بعد أن رصدت هذه الدراسة التي استمرت سنوات طويلة أن الأطفال الذين يولدون لأمهات أقمن خلال فترة الحمل في مناطق ملوثة يولدون ناقص الذكاء .. وتصور أن ألف امرأة حامل فقط تعيش في منطقة ملوثة الهواء والتربة والماء سيلدن ألف عبيط أو معتوه أو غبي أو ناقصي ذكاء .. وتصور هؤلاء جميعاً سيشبون رجالاً معتوهين يسيرون في الشوارع والأصابع في الأفواه، والعيون جاحظة، والأقدام مترنحة، وربما الأيدي ممددة للتسول كعادة كل عبيط أو معتوه .. فإذا ولدوا في أسر ميسورة الحال فكم طبيباً وكم مستشفى وكم معهدا يتسع لهؤلاء! .. فإذا ضربت العدد في عشرة أو عشرين فتصور أنك ستجد جيلاً كاملاً من هؤلاء المساكين الذين جنى عليهم التلوث.
والمسؤولية هنا لا تقع على الآباء أو الأمهات .. ولكن تقع على المجتمع كله .. المجتمع الذي ترك التلوث يضرب الحياة في الطعام والماء والهواء!!
لقد تنبه الأمريكان إلى خطورة الموقف فدقت أجراس الإنذار في جميع مكاتب المسؤولية عن الصحة وعن الرعاية الاجتماعية .. فالمسألة تشبه القنبلة الذرية .. يجب التنبه إلى خطرها قبل أن تنفجر .. والدول العربية كلها أو أكثرها مصابة بالتلوث الذي يتزايد كل يوم .. وأنا هنا أتحدث عن "جدة ..غير"!!