تطور «التأمينات» في عهد الملك عبد الله

تمر بنا هذه الأيام مناسبة عزيزة وغالية على جميع مواطني هذا البلد الأوفياء وهي الذكرى ''الخامسة'' لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وبهذه المناسبة نهنئ مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز والنائب الثاني وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز والأسرة المالكة والشعب السعودي بهذه الذكرى العزيزة على أنفسنا والتي شهدت المملكة خلالها تطوراً في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية وغيرها.
ففي هذه الذكرى العزيزة نستحضر بعض الإنجازات التي تحققت في هذا العهد الميمون للمؤسسة وتأتي استكمالاً لكل ما تحقق لهذا الوطن الغالي على نفوس الجميع منذ تأسيس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - فقد خطت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية منذ تأسيسها عام 1390هـ خطوات مباركة في مجال التأمين الاجتماعي، حيث شمل تطبيق نظام التأمينات الاجتماعية المنشآت كافة التي يعمل بها عامل واحد أو أكثر فغطى فئة كبيرة من المواطنين والمقيمين، فبلغ عدد المشتركين الذين هم على رأس العمل أكثر من (4.5) مليون مشترك، وعدد المنشآت المسجلة بالنظام أكثر من (237) ألف منشأة. كما أولت المؤسسة الاهتمام بالفئات الأقل دخلاً وذلك بوضع حدود دنيا للمعاشات والعائدات وتيسير شروط الانتفاع بها ومراعاة حالات التقاعد والعجز والمرض والوفاة والطلاق والترمل وكل ذلك يمثل دعامة أساسية في البناء الاجتماعي والاقتصادي الوطني. وقد بلغت جملة المبالغ المصروفة من صندوق التأمينات أكثر من (65) مليار ريال، والمعاشات التي تصرف شهرياً أكثر من (681) مليون ريال يستفيد منها أكثر من (252) ألف مستفيد. وتدار جميع أعمال المؤسسة بكوادر وطنية 100 في المائة.
وفي مجال الاستثمار تلعب المؤسسة دوراً بارزاً في الاستثمار المالي والعقاري، حيث تمتلك المؤسسة عديدا من المشاريع العقارية في كل من الرياض والمدينة المنورة وينبع والجبيل ومكة المكرمة تجاوزت قيمتها خمسة مليارات ريال، كما تسهم في عديد من الشركات المحلية تبلغ تكلفتها 46 مليار ريال، حيث توجهت المؤسسة لاستثمار أموال الاشتراكات وفق خطة استثمارية محددة طويلة المدى تعتمد على إيجاد مصادر دخل وعوائد ثابتة ليتسنى لها الوفاء بالالتزامات المالية المستحقة للمستفيدين من النظام.
وتهدف المؤسسة في خطتها الاستثمارية إلى الاستثمار في المشاريع الطويلة المدى، التي تحقق عوائد ثابتة ومستقرة وأن تكون قليلة المخاطر حسب دراسة الجدوى الاقتصادية، وقد أسهمت هذه المشاريع - ولله الحمد - في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في البلاد.
كما طورت المؤسسة أنظمتها الآلية وتعتبر من أوائل الجهات الحكومية في تطبيق مفهوم الحكومة الإلكترونية، فأتاحت لعملائها من أصحاب منشآت وأفراد التواصل معها إلكترونياً عبر قنوات ''التأمينات الإلكترونية''، التي تعتبر نقلة نوعية في مجال تطبيقات الحكومة الإلكترونية. وقد صممت هذه القنوات لتخدم جميع الجهات التي لها تعامل مع أنظمة المؤسسة، حيث تتيح لبعض الجهات الحكومية التفاعل وتبادل المعلومات مع أنظمة المؤسسة، كما تتيح لأصحاب العمل أداء جميع الأعمال كتسجيل واستبعاد العاملين وتغيير أجورهم وسداد اشتراكاتهم ومراجعة حسابات المنشأة لدى المؤسسة ، كما يستفيد من هذا النظام المشتركون والجهات العلاجية.
كما أطـلقت المؤسـسة منـذ عـام 2006 خـدمـة الرسائل القصيرة للتواصل مع المشتركين وأصحاب العمل والمستفيدين من منافعها عن طريق رسائل الجوال (SMS) تتضمن إفادة المشترك ببعض الإجراءات التي تتم كإتمام عملية تسجيله في النظام وتزويده برقم اشتراكه والأجر المسجل له، إضافة إلى اسم المنشأة التي يعمل بها، كما يتم إفادة المستفيد بإتمام إجراءات طلب صرف مستحقاته التأمينية سواء التقاعد أو العجز غير المهني وتذكيره بموعد صرف هذه المستحقات، أو إيقاف صرفها مؤقتاً عند تعليق صرف المعاش بسبب عدم تجديد الإقرار السنوي أو عدم حضوره لإعادة الكشف الطبي.
وقد أتاح نظام التأمينات الاجتماعية الفرصة للسعوديين الذين يعملون في الخارج الاشتراك في النظام بشكل اختياري، كما أن صدور نظام تبادل المنافع بين نظامي التقاعد المدني والعسكري ونظام التأمينات الاجتماعية أتاح للمواطنين ضم خدماتهم الخاضعة لنظام التقاعد المدني أو العسكري إلى خدماتهم الخاضعة لنظام التأمينات الاجتماعية أو العكس، لكي يستفيدوا من المعاش أو تحسين المعاش. كما اكتملت المنظومة التأمينية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بتطبيق النظام الموحد لمد الحماية التأمينية بين مواطني دول المجلس وذلك اعتباراً من كانون الثاني (يناير) 2006. وفي الختام أتقدم باسمي ونيابة عن منسوبي المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بأسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وإلى ولي عهده الأمين وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز والأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على الدعم والرعاية المتواصلة لأعمال المؤسسة. وأدعو الله - عز وجل - أن يديم على هذه البلاد الأمن والأمان والرخاء الذي تنعم به وأن يوفق قادتها ويسدد على درب الخير خطاهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي