حوادث النساء المرورية

تعد الحوادث المرورية اليوم السبب الرئيسي في حالات الوفاة في المملكة، فهناك ما لا يقل عن ستة آلاف حالة وفاة تتم سنوياً في المملكة بسبب الحوادث المرورية هذا بالنسبة للوفيات التي تحدث فور وقوع الحادث غير أن هناك أيضاً آلافا أخرى من الوفيات تحدث كناتج عن مضاعفات الحوادث، إضافة إلى ما يحدث من إعاقات، هذا في الجانب البشري وهناك مليارات الريالات التي تكلف الدولة والمجتمع كناتج عن هذه الحوادث.
وعلى الرغم من أن هذه الحوادث محصورة إلى اليوم في الرجال حيث لم يسمح للنساء بقيادة السيارة حتى الآن إلا أننا نسمع بين فترة وأخرى وقوع حوادث مرورية كان المتسبب فيها سيدة تقود السيارة وذلك مثلما حدث في مدينة أبها أول أمس حيث تسببت فتاة في العشرين من العمر في وقوع حادث مروري تسبب في تلفيات لثلاث سيارات، وقد قامت الفتاة بقيادة السيارة وهي متنكرة في زي رجل وفور وقوع الحادث حاولت الهرب غير أن أصحاب السيارات المتضررة لحقوا بها ليكتشفوا أنها فتاة وليست رجلا.
القضية ليست في الحادثة فهي متكررة في كثير من مناطق المملكة فهناك فتاة في المنطقة الشرقية توفيت وهي تقود السيارة بعد اصطدامها بسيارة أخرى وأصيبت والدتها وشقيقتها وأخرى في مناطق مكة وحائل وتبوك وغيرها ولكن من المهم أيضاً هو معرفة الكيفية التي يتم التعامل بها مع مثل هذه الحوادث من قبل الجهات المعنية، فقد أوضح الخبر أن هناك ثلاث جهات باشرت الحادث هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودوريات المرور ودوريات الشرطة والهلال الأحمر، وقد أوضح الخبر أن المتحدث الرسمي باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة عسير أنه سيتم التحقيق مع الفتاة من قبل الجهات المختصة لمعرفة دوافع إقدام الفتاة على قيادة السيارة وبحضور مندوب الهيئة، الذي سيرفع القضية للحاكم الإداري لاتخاذ التوجيه المناسب بحقها.
وكما أن هذه القيادة النسائية قد سببت حادثا وتلفيات للسيارات فهناك حالات للقيادة النسائية أسهمت في عمليات إنقاذ خصوصا في بعض الكوارث التي وقعت مثل السيدة التي قادت السيارة في فاجعة سيول جدة وأنقذت أهلها، أو غيرها من الحالات التي أسهمت في إنقاذ بعض المرضى وإيصالهم إلى المستشفيات.
وليست القضية اليوم في تأييد أو منع قيادة المرأة للسيارة بل القضية في تحديد الإجراء الذي يتم اتخاذه فيما لو وجدت سيدة تقود سيارة سواء قامت السيدة في التسبب في حادث أو تم إيقافها لمخالفتها لنظام المرور أو غيرها من الأسباب الأخرى التي يجب أن تكون واضحة للجميع حتى لا يكون هناك اجتهاد من قبل البعض في معالجة مثل هذه الحوادث كما لا يكون هناك تمييز من منطقة إلى أخرى في كيفية التعامل مع مثل هذه الحوادث، في المقابل هناك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق الأسرة والمجتمع في تربية البنات، إذ إن بعض الفتيات يعتقدن أن قيادتهن للسيارة ليست مخالفة فهن يتجاهلن أنظمة الدولة اعتقاداً منهن أن هذا حق من حقوقهن وسيقمن يالحصول عليه ولو لم يسمح لهن وإن أسوأ ما يمكن أن يقع لهن في حال إيقافهن هو إعداد محضر من قبل الشرطة أو المرور وتعهد بعدم معاودة مثل هذا الفعل من قبل ولي الأمر ومن ثم إطلاق سراحهن بعد أن يكن قد حققن سابقة قد يحرصن على التفاخر بها بين صديقاتهن.
لذلك يجب على الأسر أن تحرص على توعية بناتها أن مصير قيادة السيارة يجب أن يتوافق مع نظام الدولة وأن تحرص على توعيتهن بعدم الإقدام على مثل هذه التصرفات التي لاتقف أضرارها عند التلفيات المادية بل قد تتعدى ذلك إلى فقد الأرواح وبالتالي زيادة عدد الوفيات من الحوادث المرورية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي