مارس التمدد يوميا
نمتلك جميعا حدودا للراحة نشعر بداخلها بالأمان والدفء، لكننا من وقت لآخر نكون بحاجة لاختراق هذه الحدود و مواجهة التحدي والخوف والتحفيز، لأن بقاءنا محاصرين بحدودنا الآمنة داخل منطقة الراحة يجعل الاحتمال قائما بأن تشرع هذه الحدود في الانكماش وتخنقنا من الضيق أو أن نفاجئ بشيء ما يطرأ كي يدمر هذه الحدود.
ويختلف النطاق الذي يشعر فيه المرء بالراحة من شخص لآخر، وسواء أدركنا ذلك أم لا، فجميعنا نتخذ قراراتنا على أساس حدود النطاق المريح، ومعظمنا يعمل داخل نطاق يحس فيه بالأمان لكنه يشعر بعدم الارتياح إذا تجاوزه، ولذا فمن المفيد لنا جدا أن نسعى دائما من حين لآخر لأن نوجه لأنفسنا لكزة أو وكزة تنشط سباتنا البليد، فمع كل مجازفة نقوم بها وفي كل مرة يتسع فيها ذلك النطاق تنمو قوتنا الداخلية وتتطور ثقتنا بأنفسنا أيضا، ومع الاستمرار في تلك المجازفات اليومية - مهما كانت صغيرة أو بطيئة - يصبح توسيع نطاق الراحة أسهل بكثير وبذلك تقل مخاوفنا، وتتوسع آفاقنا، وتزداد فرصنا، ونبدأ بالانتقال تدريجيا من موقف الألم إلى موقف القوة.
كن مستعدا لأن تفعل كل يوم شيئا جديدا يكسبك مزيدا من التمدد خارج منطقة الراحة، وكل ليلة قبل أن تنام خطط للتمدد الذي تنوي القيام به في اليوم التالي، أغمض عينيك واجعل تصورك الذهني واضحا بقدر ما يمكنك، ونحن لا نتحدث هنا عن مجازفات خطيرة، فعلى سبيل المثال: اتصل بشخص تخشى الاتصال به، اطلب شيئا تريده كنت تخاف أن تطلبه، عبر عن رأيك أمام زملاء العمل بشكل لم تفعله سابقا، غير نظامك الغذائي واحذف أصنافا تعلم أنها لا تفيدك، أضف تغييرا على مظهرك، المهم مارس التمدد الذهني يوميا قبل النوم وافعل شيئا صغيرا بشأنه في اليوم التالي، فذلك سيمنحك مزيدا من الثقة ويوسع حدود عالمك ونطاق تجاربك، كما يثري إدراكك بالرؤية الأشمل ويجعلك دائما في حالة تعلم ونمو مما يجعلك منتعشا دائما.
نحن وجدنا في الكون لنستثمر كل قوانا الشخصية، وحين لا نفعل ذلك نعاني شللا في الروح.. اكتئابا في النفسية، وهناك جزء منك يعلم بوجود أشياء رائعة بداخلك وينتظر فرصة الخروج، فافتح له الباب ودعه ينطلق.