الساعون لأن تكون حياتنا أصعب

في المجتمعات المتقدمة أو المتحضرة فكريا ًيتطلع الإنسان للبحث عن حقوق عليا وتسهيلات وتصبح الحياة مرتبطة بالجودة والرفاهية والحياة الكريمة والتسهيلات وفي المجتمعات الأقل تقدما يناضل الإنسان من أجل البحث عن أدنى الحقوق والتسهيلات والخدمات.
وكلما تطور فكر الإنسان تطور سلوكه وأصبح أكثر إيجابية وتخلى عن السلبية والعدوانية والغضب غير المبرر وأصبح أكثر عطاء ً وتطورا ً وسعيا ً لسعادة الآخرين وتقديم العون لهم دون مقابل .
وكلما تحجر فكر الإنسان أصبح سلوكه نمطيا متحفظا ً لدرجة الوسوسة تسيطر عليه الظنون والشكوك والخوف ويحول سلوكه إلى النمط السلبي أو العدواني السلبي (سلوك الحية) ويصبح أكثر سعيا ً لما يعقد ويصعب على الناس حياتهم ويجعل حياتهم أكثر تعقيدا وإحباطا ً .
هناك أناس يسعدون لتعاسة الآخرين ويتعسون لسعادة الآخرين ولو بيدهم لمنعوهم من استنشاق الهواء الطلق، يعيشون حالة من السجن الداخلي المؤبد ويريدون أن يشاركهم الآخرون حبسهم لأنفسهم وعقولهم.
هناك مصطلح (جودة الحياة) أين نحن اليوم من هذا المصطلح؟
هل هذا المصطلح حتى يتحقق يتطلب المادة أم الثروة أم محدودية الدخل أم الفكر المستنير؟ وهل الناس الذين ساهموا في إسعاد البشرية وتطورها وإنقاذها من الجهل والضلال والتخلف والبدائية كان الدافع لهم المادة أم أنهم كانوا يتمتعون بثروة من الفكر الإيجابي المستنير والحرية الداخلية والذكاء العاطفي وقوة الإرادة المبدعة؟
تخيلوا معي كيف تكون جودة الحياة مع ناس يخططون وينفذون ويقدمون لك الخدمات ويفرضونها عليك دون رأيك من أجل أن تكون حياتك أصعب وأخيرا على المتضرر اللجوء إلى الفضاء والبحث عن حياه أجود هناك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي