ماذا نريد؟!

بالفعل ماذا نريد؟! هل نريد تحويل الرياضة إلى صناعة حقيقية تدر الملايين؟ هل نريد أن تبقى الأندية تحت مظلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب كأندية رياضية ثقافية اجتماعيه؟ هل جزئية الثقافة هي الآن تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام أم الرئاسة العامة لرعاية الشباب؟! هل نريد أنديه متخصصة في لعبة كرة القدم تتواكب مع متطلبات قارية ودولية؟!هل نريد إعادة صياغة الأندية إلى أندية كرة قدم وأندية العاب مختلفة؟! هل نريد الاستفادة من الاستثمارات التي بدأت تنتشر وبقوة في العمل الرياضي لنرى بنية تحتية رياضية تضاف إلى ما قدمته الدولة، يرعاها الله ، تسهم فيها شركات الاتصالات مثلا ؟ كبيرة هي «هل» التي نحتاج إلى أن نقف عندها ونحن في عام 2010 لنبدأ في تسطير مسيرة جديدة ومتواكبة مع متطلبات العصر.. شخصيا لا أدري أين تتجه البوصلة؟ فالعملية تحتاج إلى قرار وليس إلى انتظار وجعل المستقبل شبه مجهول حتى نرى ماذا سيحدث بعدها نبدأ التحرك.
هناك أمور تحتاج إلى تحرك سريع وصياغة جديدة للرياضة السعودية, آلية تجعلها في مقدمة الركب القاري في كافة الألعاب، نريد ميداليات متعددة في الأولمبياد، نريد حضورا مشرفا في لندن 2012 و2016 و2020 هذا يحتاج إلى استقراء لحاجتنا في المستقبل ووضع الخطط البديلة للتطوير، أرجو ألا ننتظر كثيرا.
نحتاج إلى آليات عمل سليمة متوافقة بشكل كبير مع متطلبات اللجنة الأولمبية الدولية والفيفا والاتحاد الآسيوي..نحتاج إلى إيضاح الرؤية لأن الوضع الغامض القائم الآن قد لا يفيد في مرحلة نحتاج فيها إلى التخصص ، كنت أتمنى أن تشكل لجنة تطوير للرياضة السعودية عموما ولكافة الألعاب – وليس للمنتخبات السعودية فقط - لجعلها تنافس قاريا ودوليا ، لدينا الأموال والدعم الحكومي ولدينا شركات عملاقة بنت قوتها المالية من امن ورخاء هذه البلاد الطاهرة الكريمة ولذلك من الممكن أن تستثمر هذه الشركات في العمل الرياضي والشبابي والثقافي، لن تستطيع ميزانية الرئاسة وحدها القيام بالأعباء مهما بلغ حجم الدعم من الحكومة الرشيدة، إن تحقيق الإنجازات والميداليات في الأولمبياد والمشاركة في كأس العالم لكل الألعاب أهداف استراتيجية مهمة للرياضة السعودية ومن خلالها نستطيع تقديم الوطن في كافة المحافل ، ولكن هذا يحتاج إلى أموال طائلة تسهم في بناء بطل أو نجم أو موهبة.
الإعلام الرياضي.. هذا الشريك الاستراتيجي في عملية التطوير بقي مكانه يشجع الأندية ويدور في فلك المنافسة الداخلية الضيق الذي انشغلنا به عن الأهم وهو نقد العمل الرياضي أيا كان مصدره لكي نضع الحلول الناجعة له لتقديم العون الحقيقي لصناع القرار في اتخاذ ما هو مناسب في تطوير الرياضة .
مدينة مثل مدينة الرياض يقطنها على الأقل ثلاثة ملايين مواطن لا توجد إلا أربعة أندية حكومية (الأندية الخاصة بمدينة الرياض تتجاوز 200 نادٍ صحي ورياضي في دراسة ميدانية قمت بها قبل خمس سنوات) بينما هناك مناطق ومدن أخرى في المملكة أقل كثافة سكانية ونجد فيها أكثر من 20 ناديا. لا شك أن العمل الرياضي كبير ومهم ومفيد للبلد ولكنه أيضا يحتاج إلى تقنين وتحديد ووضع آليات وتصورات مستقبلية، ودراسة للوضع القائم وتحديد الأهداف وجعلها مكتوبة ليمكن الوصول إلى تحقيقها.
أطروحات
*أبارك لكل النصراويين وللرياضة السعودية فوز الأمير فيصل بن تركي برئاسة نادي النصر لمدة أربع سنوات في إجماع تام وغير مسبوق من كافة الشرائح .
* كتابة التاريخ الرياضي السعودي تحتاج إلى وقفة جادة والاستفادة من وجود المؤرخين الحقيقيين للرياضة السعودية أمثال أمين ساعاتي والزميل محمد القدادي وغيرهما من الأعلام الذين أسهموا في بناء الرياضة السعودية، أمثال عثمان السعد والدكتور صالح بن ناصر وعبد الرحمن الدهام و إبراهيم العلي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي