«يوم المهنة» فكرة رائدة وموفقة
''يوم المهنة'' فكرة التمعت في أذهان مجموعة من طلاب الطب واختمرت ثم خرجت إلى الوجود، تبلورت هذه الفكرة وتطورت لتتبناها الجامعات بصفة دورية، توسعت برامجها وأنشطتها بما يحقق مراميها وغاياتها وأهدافها، وهي بحق فكرة رائدة تتناسب وحركة النمو المُطَّرد في إنشاء الكليات الصحية وتوسيع مظلتها من حيث الكم والكيف التي ترتبط بدورها بالطفرة الهائلة التي شهدها ويشهدها قطاعا التعليم والصحة على يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين والنائب الثاني، حفظهم الله.
ومع تعدُّد التخصصات الصحية وتنوّعها المُقترن بارتفاع أعداد الطلبة والطالبات بالكليات المعنية إضافة إلى خريجيها؛ كان لا بد من استحداث آلية تبصّرهم بمستقبلهم العلمي والعملي، وذلك بتسليط الضوء على التخصصات التي تتوافق مع إمكاناتهم وقدراتهم الذهنية والتحصيلية، والتي تلبي في الوقت نفسه حاجة القطاع الصحي بشقيه العام والخاص، فمن خلال هذه الآلية يتعرف دارسو التخصصات الصحية وحديثو التخرج على الوظائف المتاحة أمامهم، ويطَّلعون على فرص الدراسات العليا بالداخل والخارج وكيفية الإعداد والاستعداد لها أكاديميًّا ونفسيًّا ضمانًا للتفوق والتميُّز الذي تعود ثمراته على الوطن وعلى الأمة العربية والإسلامية.
وحين آلت جامعة الملك سعود بن عبد العزيز على نفسها استضافة يوم المهنة الطبي الرابع كانت تدرك تمامًا أهمية هذا اليوم وما يجسده من نفع للطلاب عبر تنمية معلوماتهم وتطوير مهاراتهم الشخصية والمهنية كأطباء مستقبل منوط بهم الحفاظ على صحة المواطنين وصيانة المجتمع من أي مخاطر أو مهددات تعوق مسيرة التنمية الشاملة في البلاد، فضلاً عن حماية البيئة من أي أضرار قد تنعكس سلبًا على المواطن باعتباره أهم مورد في حركة الإنتاج المتسارعة في مختلف مناطق وطننا، ولذلك وجَّه الدكتور بندر القناوي مدير الجامعة بألاَّ تتوجَّه فعاليات اليوم وأنشطته إلى طلاب الطب فقط؛ بل تمتد لتشمل تخصصات الأسنان والصيدلة تعميمًا للفائدة على طلاب وخريجي هذه الكليات.
ولعل من أهم أهداف يوم المهنة توثيق العلاقات والوشائج بين الجامعات التي تتولى إعداد الطالب ومؤسسات القطاع الصحي المعنية باستيعابه وتطويره علميًّا ومهنيًّا عن طريق برامج التعليم المستمر والتدريب المكثف.. ذلك أن توسيع قاعدة المعرفة وتنمية الخبرات والتجارب ـ لاسيما في المجالات الصحية ـ متطلب اجتماعي وحضاري، فالأمة التي لا تصون نفسها وترعى صحة إنسانها؛ لن تقوى على المنافسة في عصر يشهد تطورًا علميًّا وتقنيًّا مذهلاً بامتلاكه للمعلومة، وبقدرته على استثمارها وتحويلها إلى عطاء وإبداع وابتكار.
ولا شك أن بيئة الشؤون الصحية بالحرس الوطني وجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية بإشراف الأمير بدر بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني وبمتابعة مباشرة من الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية مهيأة تمامًا وبكفاءة علمية ومهنية عالية لاستضافة هذه الفعاليات ولتحقيق أهدافها المنشودة خدمة ونفعًا لطلاب الكليات الصحية بالجامعات السعودية.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن مدير الجامعة ووكلاءها وعمداء الكليات وأعضاء اللجنة المنظمة قد بذلوا جهودًا مضنية ومتواصلة لإنجاح هذه الفعاليات حتى تتحقق لطلاب وطالبات الكلية الصحية المنفعة والفائدة التي تُمهّد لهم الطريق الصحيح الذي يقودهم إلى مستقبل زاهر وآمن ومبشّر.