المستقبل.. إفريقيا
قرأت تصريحا لمحمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بأنه سيزور 142 ناديا آسيويا يطبق معايير الاحتراف التي قدمها «كرؤية للاتحاد الآسيوي»وفق المعايير اليابانية وفرضها على عدد من الاتحادات الوطنية الآسيوية، للتأكد من أن هذه الأندية بالفعل هي كيانات تجارية، وليست مجرد حبر على ورق، أي أنه قد يزور وزارة التجارة أو يطلع على السجل التجاري لمتابعة الأمر بدقة.
والحقيقة أنني لا أدري لماذا كل هذا الاستعجال من ابن همام على أمور إدارية وإجرائية لتطوير لعبة كرة القدم, أعتقد أن ما تحتاج إليه آسيا لا يتم بتطبيق معايير وفق رؤية دولة واحدة لها ظروفها ولها إمكاناتها ولها مناخها لأن هناك دولا قد تحتاج إلى وقت أطول لتنجح فيها هذه العملية وسؤالي البسيط لرئيس الاتحاد الآسيوي هل هناك دوري محترفين في إفريقيا، وهي القارة الأسرع تطورا في اللعبة في الـ 20 عاما الماضية، بل إن أنديتها ولاعبيها ومنتخباتها هم الأكثر منافسة على مستوى القارات الأخرى وخاصة الدول الأوروبية والدليل بطولات كأس العالم للناشئين والشباب والمنتخبات الأولى.
وأقرب مثال أنجولا التي انتهت للتو من أفضل بطوله إفريقية للأمم من حيث التنظيم فهل لديها أندية محترفة ذات كيانات تجارية ونقاط عشر يصعب تحقيقها إلا في عدد محدود من الدول الآسيوية.
مشكلة ابن همام أنه يريد اختصار عشرات السنين في نصف حقبة وهذا صعب جدا ولا يمكن بهذه الطريقة نقل الكرة الآسيوية للمنافسة على المستوى الدولي، والمنتخب السعودي صعد للدور الثاني من نهائيات كأس العالم في عام 1994م وهو لم يطبق هذه المعايير.
بالنسبة لي أعتقد أنه من الأفضل للاتحاد السعودي لكرة القدم الانسلاخ من الاتحاد الآسيوي وطلب الانضمام للاتحاد الإفريقي وهذا حتما سيرفع مستوى الكرة لدينا وسيجعلنا أكثر حضورا في المحافل الدولية وسيبعدنا عن السفر «15 ساعة» أو «20 ساعة» للعب مباراة واحدة، بل إن أبعد مسافة بين الرياض وجوهانسبيرج لا تزيد على «ثماني ساعات» طيران, والقارة السمراء أكثر نضجا وتطورا وانضباطية في كرة القدم من القارة الآسيوية، ولنا في نجومها الذين يلعبون في أعظم الدوريات الأوروبية خير مثال, وحسب نظام الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» فإنه يحق لأي اتحاد وطني طلب الانضمام لأي اتحاد قاري شريطة موافقة اللجنة التنفيذية في هذا الاتحاد، ما حصل سابقا عندما انضمت كازاخستان إلى الاتحاد الأوروبي وأستراليا إلى قارة آسيا.
أعتقد أنه من مصلحتنا خلال الـ 20 عاما المقبلة أن نكون أكثر التصاقا بالقارة الإفريقية القارة الأكثر تميزا وقوة فنية في لعبة كرة القدم.
أطروحات
*قدمت أنجولا هذه الدولة الإفريقية التي نالت استقلالها عام 1975م وتعيش ظروفا اقتصادية وسياسية ليست مستقرة تماما نجاحا مشهودا في تنظيم بطولة الأمم الإفريقية، وهذا يؤكد أن النجاح يحتاج إلى مخلصين وعقول ومبدعين وليس إلى أموال كثيرة فقط .
* تبرير لجنة المسابقات بخصوص تطبيق نظام 5+6 في بطولة كأس الأمير فيصل بسب عدم وجود لاعبين بشكل كاف تحت سن 23 سنة في الأندية المشاركة في تصوري تبرير غير مقنع ويظهر لي وكأن هذه البطولة لا تجد مكانا مناسبا لها رغم أنها تحمل اسم أهم شخصية رياضية، أتمنى أن يحسم خبراء لجنة المسابقات وضع هذه البطولة وإعادة هيبتها وفق خطة استراتيجية لمدة عشرة أعوام وليس مع بداية كل موسم يتم التفكير في طريقة إقامتها وكأنها عبء على روزنامة المسابقات.
* قد لا يكون مهمة لجنة الانضباط إيقاع عقوبات إضافية على ما يتخذه الحكم أثناء سير المباراة ولكنها حتماً مهمة اللجنة الفنية أو لجنة المسابقات كما هو معمول به في الاتحادات المتقدمة لأن أقصى عقوبة قد يتخذها حكم المباراة هو استخدام البطاقة الحمراء «الطرد»، وفي بعض الحالات هذا لا يكفي .