المقيرن .. وقضية إعلامية

أسعدني الاطلاع على حديث لأخي الدكتور مقبل الذكير نشر في صحيفة «الاقتصادية» بتاريخ 9/1/2010عن جاري وصديقي الأخ فهد المقيرن والدور الذي يسعى للاضطلاع به كرجل أعمال وفي طليعة المثقفين وهو فعلا نموذج للمواطن الذي يقوم بدوره في الإعلام عن قضايا وطنه كسفير بلا سفارة ويتحرك بفكر ثاقب وبوعي ومسؤولية ويوظف علاقاته لخدمة هذا الهدف.
ولقد أثار الأخ الدكتور مقبل في نفسي قضايا كنت أناقشها مع جاري العزيز الأستاذ فهد المقيرن عندما كنا نتحدث عن غيابنا الإعلامي في الخارج وأن القصة ليست قضية سفارة أو مكاتب ثقافية ولكنها أكبر من ذلك وأن المواطن له دور أساسي.
وكنا على اتفاق بأن هذا الهدف يجب أن نقوم به جميعاً وخاصة أولادنا في خارج المملكة بنيناً وبنات والمواطن الذي يذهب في عطلة أو مناسبة ويحتك بالناس خارج الوطن وبالذات في أوروبا وأمريكا وآسيا فالناس تنقصهم المعلومات الكثيرة عنا، وشعرت أنه رجل يتحرك في صمت وقد درست معه برنامجا إعلاميا يمكن أن يغطى جانبا من هذه الجوانب المهمة.
والأخ الأستاذ فهد المقيرن رجل مولع بطبيعته بهذا النوع من الجهاد الثقافي والإعلامي عن الوطن، ويدعو الوفود التي تأتي المملكة إلى منزله ويجتمع معهم ويحاول تصحيح أفكارهم ويقدم لهم بعض الكتب والمطبوعات الواعية التي تعينهم عل فهم ما يجري في بلادنا، وما ترتكز عليه من قيم وأخلاقيات شُوهت في الغرب وبعضها بكل أسف بأيدينا قبل يد الأعداء.
وللرجل قدرة فائقة على القراءة والاستيعاب وحسن الحوار، وعندما ذكر أخي الدكتور مقبل معالجة الأستاذ فهد المقيرن قضية الإساءة لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ولفت النظر إلى كيفية علاج الغرب لموضوع الإساءة إلى رئيس الولايات المتحدة مما اضطرهم للاعتذار كصحيفة على ما فعلوا إنما أوضح الطريقة المثلى للتعبير وأن الحوار أنصع وأكثر أثراً في الآخر بدلاً من الانفعال، فالانفعال والغضب وتحطيم بعض المؤسسات لا يؤدي الهدف نفسه الذي نتمناه.
وفعلا كانت رسالته التي بعثها والتي كتب عنها الدكتور مقبل في مقاله أصدق تعبير حضاري عن ذلك، وحتى قال إن فهد المقيرن يعلمنا أن السفير ليس هو الموظف في وزارات الخارجية وإنما كل موظف في كل بلد أو موقع يستطيع أن يكون مؤثراً أو مدافعاً عن وطنه أو على الأقل مُعلماً عنه وعن قيمة وأخلاقياته وتاريخه وموقفه من العالم .. وذكرني هذا بخطوة موفقة وجريئة قام بها مجموعة من الشباب المحامين للدفاع عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فعمدوا إلى الاستفادة من القوانين داخل الدنمارك، وأقاموا دعوى على أسس قانونية، وطالبوا بحق الاعتذار، وكان ومازال يرأس هذا الفريق الابن العزيز المحامي فيصل يماني ويتحرك بوعي ومسؤولية ويجمع حوله كل من يريد أن يدافع عما أسيء به إلى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم – وقد نجح هذا الشاب حتى أن الذين تعاطفوا معه لم يكونوا من البلاد العربية أو الإسلامية فقط بل من هيئات ثقافية داخل الدنمارك.
ومن هنا، فإن التحرك الإعلامي الواعي يؤدي أهدافه أكثر من الانفعالات والغضب، والدور والمسؤولية نتحملها جميعاً وشكراً للأخ الدكتور مقبل وتحية للمواطن الإنسان والجار العزيز فهد عبد العزيز المقيرن.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي