أناس يبصرون بألسنتهم!!

كثيرا ما ننعت هذا الجزء الصغير في حجمه الكبير في مهامه بصفات هو منها بريء وعلى الرغم أننا نتحدث ونعبر عن مشاعرنا من خلاله إلا أنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه، فنقول: فلان سليط اللسان أو وتلك المرأة لسانها طويل، وتتجلى عظمة الخالق في هذا العضو، فلولاه ما أحسسنا بطعم الحياة ولما تلذذنا بطعام أو شراب أو تواصلنا مع بعضنا.
ولأهمية اللسان، خصص له العالم ابن سيناء 14 فصلا في كتابه «القانون في الطب» يصف فيها أمراض اللسان وتشريحه وطرق علاجه، فأنت أول ما تدخل على الطبيب ينظر في عينيك ويفتح فمك ليقرأ ما يقوله لسانك له، فمن لونه وشكله وحالة الطبقة الخارجية يستطيع الطبيب أن يكون فكرة عن حالتك الصحية ليثبتها فيما بعد بالتحاليل والأشعة، وفي الطب الصيني هناك خرائط للسان ودلالة كل منطقة فيه على مرض معين. ولتتعرف على حالتك الصحية، انظر إلى لسانك كل صباح في ضوء النهار لتبتعد عن تأثير الأضواء فيه، فإذا كان رطبا وردياً مع وجود حلمات رقيقة على سطح اللسان فيعتبر هذا خير دليل على تمتعك بصحة جيدة، ولم تعد تقتصر مهام اللسان على ما سبق بل أصبح بالإمكان قيادة كراسي المعوقين ومساعدة فاقدي البصر على الرؤية من خلاله وهي أساليب جديدة ومبتكرة وغير مسبوقة.
فمن خلال مجس لا يتعدى حجمه طابع البريد موصول بكاميرا رقمية تقوم برسم مشهد بصري لفاقدي البصر من خلال تحويل هذا المشهد إلى إشارات تنبيه على اللسان تشبه الفقاعات ترسل إلى المخ وتمكن الضرير من معرفة طريقه ورؤية الأشياء من حوله، وأطلق العلماء على هذا الجهاز (رين بورت).
وقام علماء آخرون من معهد جورجيا للتقنية بتصميم كرسي يتم تحريكه عن طريق مغناطيس بحجم حبة العدس يثبت على اللسان بغراء قابل للأكل يمكن المصابين بالشلل الرباعي من تحريك كراسيهم مع اتجاه تحريك ألسنتهم، وهذه التقنية تستطيع التفريق بين الحركة العادية للسان والحركات التي يراد منها تحريك الكرسي، واعتمدت فكرة هذا الاختراع على حقيقة علمية وهي عدم ارتباط اللسان بالنخاع الشوكي ما يجعله متحركاً في حالة إصابة النخاع الشوكي بعكس اليدين والرجلين. وسوف تكون هذه التقنية في متناول الناس بعد انتهاء الدراسات السريرية عليه خلال هذا العام.