أرني ما في جيبك أقل لك من أنت!
صباح الخير، ابتسامتك اليوم تمنحنا التفاؤل، تبدو اليوم مرهقا ولم تنم جيدا، بمثل هذه العبارات نستقبل يومنا وهي عبارات بسيطة لها دلالات عميقة فوجهك مرآة تعكس ما بداخلك، فمن خلال تعابير وجهك وحجم أنفك وشكل عينيك وإيماءاتك يمكن التعرف على شخصيتك ومن أثر قدمك يعرف من أنت وابن من، وهي موهبة من الله يمنحها لعباده وتعرف بالفراسة أما اليوم فيمكنك أن تدخل إحدى الدورات لمدة أسبوعين أو أقل وتمنح شهادة خبير، فهوس الناس في تحليل الشخصيات ومعرفة المستقبل روج لسوق العرافين ومع بداية كل عام تكثر تكهناتهم بداية من مصير العشاق إلى التكهن بنهاية العالم وانتقلت هذه الثقافة إلينا عبر العديد من المجلات و البرامج الفضائية التي يكفي دقائق من المتابعة لمعرفة تفاهة وزيف ما يرددون.
عرفت قراءات الطالع والتنبؤ بالمستقبل والاستدلال بالظواهر لمعرفة المستقبل والتي منها الفراسة بأنواعها (كعلم اختلط مفهومه مع العرافة) منذ القدم، وبلغت حد الهوس لدى بعض الشعوب وتختلف مسمياته بين الماضي والحاضر ومن دولة لأخرى ففي دول الخليج يسمى (الفال) وفي الدول العربية (بقراءة الفنجان وضرب الودع وقراءة البخت) تستخدم لذلك أدوات منها تعابير الوجه ومواقع النجوم.
فتخيل أن مدى شبهك بحيوان معين (أعزكم الله) تدل على أن لك صفاته وطباعه نفسها، وقد ألف أحد الكتاب المصريين كتابا بعنوان (فراسة الوجوه) ودعمه بصور لمشاهير من ساسة وفنانين وأدباء وبجانب كل صورة وضع صورة الحيوان الذي تشبهه تعابير وجهه التي قد تدوم جزءا من الثانية تقول ما لا تستطيع آلاف الكلمات التعبير عنه. قال - جل وعلا (سيماهم في وجوههم) وقوله (تعرف في وجوههم نضرة النعيم)، واشتهر العرب وخصوصا بعض العوائل في الجزيرة العربية بهذه الميزة ومنها (العيافة) فراسة الأثر فبواسطتها يعرف الأثر هل هو لرجل أو لمرأة وهل المرأة حامل وفي أي شهر وكذلك فك رموز بعض الجرائم، ومن أجمل ما قرأت أن فتاة تزوجت من رجل مسن وبعد أيام توفي عنها وتزوجت برجل غيره وأنجبت منه أولادا كثيرين وكان زوجها يحب أولاده ماعدا أكبرهم ويكلفه بما لا يطيق من أعمال وفي مرة ضربه ضربا مبرحا فهرب الولد إلى خيمة قريبة واشتكى لصاحبها ما يعاني من ظلم أبيه فحن عليه الرجل وسأله عن اسم أبيه واسم أمه فقال له أنت أخي، واستغرب الصبي، كيف تكون أخي ولم أرك من قبل عندها حضر والده ليأخذه فرفض الرجل وقال هذا أخي والآخر يقول إنه ابني، وطلبوا الاحتكام إلى شيخ معروف بحكمته ليفصل بينهما، فطلب الشيخ من الصبي أن يذهب إلى ابنته في المرعى ويغافلها ويأخذ منها خروفا دون أن تشعر به، ففعل ما طلب منه وبعدها جاءت الفتاة حزينة تشتكي لأبيها من سرقة الخروف، فقال هل رأيت السارق فقالت لا ولكن عرفته من أثر أقدامه إنه صبي صغير لم يبلغ وأمه شابة وأبوه شيخ هرم فخطوته صغيرة ومرة تكون خطواته طويلة ومتباعدة عندما يأتيه العزم من أمه وقصيرة ومتقاربة عندما يأتيه العزم من أبيه الشيخ الهرم.
ومن الأشخاص الذين يجب أن تكون عندهم هذه الملكة أو جزء منها وتطور بالممارسة الأطباء ومن ذلك ما يروى عن الطبيب ابن جميع عندما مرت عليه جنازة فصاح بأهل الميت أن صاحبهم لم يمت وأنهم إن دفنوه يدفون حيا فأمرهم بأن يحرروه من أكفانه ويسكبوا عليه الماء الحار وعندها تحرك الميت و برر معرفته بأن قدمي الميت كانتا قائمتين وأقدام الموتى تكون منبسطة.
وحتى ما في جيبك قد يدل على شخصيتك ومشاعرك وأحاسيسك وحتى أحلامك وليس فقط حالتك الاقتصادية!!! و من خلال ما تكتبه أو ترسمه على ورقة النقود وهي عادة غريبة انتشرت في العالم منذ مدة، ويقول المختصون إن ما تمتاز به هذه الأوراق من عدم إمكانية رميها وكثرة تداولها وانتقالها من يد إلى يد وطول فترة الاحتفاظ بها جعلها إحدى أدوات التعبير عن النفس وإيصال ما لا يجرؤون على قوله أو فعله، وفي هذه الأيام انتشرت عادة كتابة أسماء المواليد أو العرسان على النقود وعمل أشكال فنية منها وتوزيعها على المعازيم أو تقديمها كهدية، وكلما كانت من فئة مالية أكبر دلت على ثراء الشخص، ومن يعش رجبا يرى عجبا، ودمتم بخير.